Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

Muhammad al-Hilal d. Unknown
78

Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

تفسير القرآن الثري الجامع

Genres

سورة البقرة [٢: ٦٧] ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾: ﴿وَإِذْ﴾: أي: واذكر إذ قال موسى لقومه، أو: حين قال موسى لقومه، وإذ؛ ظرف للزمان الماضي. ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ﴾: للتوكيد، والقوم: تعني الرجال دون النّساء، أو كليهما معًا. ﴿لِقَوْمِهِ﴾: لام الاختصاص، وفيها؛ معنى الحنان، والعطف. ﴿يَأْمُرُكُمْ أَنْ﴾: أن؛ مصدرية للتعليل، والتوكيد. ﴿تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾: الأمر؛ جاء بذبح بقرة، لماذا؟ لم يُبين السبب هنا، في مطلع القصة، ولكن بيّنه في النهاية؛ كما سنرى. فكأنه -جل وعلا-، يقول: قم، أو نفذ الأمر الإلهي، سواء عرفت العلة، أو السبب، أو الحكمة، أم لم تعرفه، و﴿بَقَرَةً﴾؛ جاءت بصيغة النكرة، تعني: أي: بقرة، من البقر. ﴿قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا﴾: أي: قومه قالوا: ﴿أَتَتَّخِذُنَا﴾، الهمزة؛ همزة استفهام، إنكاري؛ أي: أتهزأ بنا؛ فنحن نسألك، من قتل القتيل، فتأمرنا أنّ نذبح بقرة. ﴿هُزُوًا﴾: من الاستهزاء؛ وهو تحقير المستهزأ به، وتصغير قدره، وفيه؛ معنى العبث. ﴿قَالَ﴾: موسى. ﴿أَعُوذُ بِاللَّهِ﴾: ألتجأ إلى الله، وأعتصم به، ﴿بِاللَّهِ﴾؛ الباء، باء الإلصاق. ﴿أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾: أن؛ تفسيرية للتوكيد. ﴿أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾: جمع جاهل؛ لأنّ الهزل، في حادثة كهذه، حادثة قتل، يدل على السفه، وعدم العلم بما يقوم به، وكيف أهزأ بكم، وأنا أبلِّغكم ما أمرت به، من ربي. ﴿أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾؛ ولم يقل: من المستهزئين. ﴿الْجَاهِلِينَ﴾: تضم المستهزئين، وغيرهم. ارجع إلى سورة الزمر آية (٦٤)، وسورة الفرقان آية (٦٣) لمزيد من البيان في الجاهلين.

1 / 74