سورة البقرة [٢: ١٣٧]
﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِى شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾:
﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ﴾:
﴿فَإِنْ﴾: الفاء للتأكيد. إن: شرطية.
﴿آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ﴾: أي: فإن آمن أهل الكتاب، وغيرهم من الأمم، ﴿بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ﴾: ما: اسم موصول بمعنى الذي آمنتم به؛ أي: أقروا بالوحدانية، وصدقوا بكلّ الأنبياء والرسل، واتبعوا ملَّة إبراهيم حنيفًا.
﴿فَقَدِ اهْتَدَوا﴾: أي: إلى الصّراط المستقيم، أو الغاية أو الحق، فقد: الفاء تفيد التّوكيد، قد: تفيد التحقيق.
﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا﴾: إن: شرطية، تولوا: ابتعدوا عما تدعوهم إليه من أتباع الحق، والهدى، والإسلام، وفرَّقوا بين الله ورسله، وصدقوا ببعض، وكفروا ببعض.
﴿فَإِنَّمَا﴾: الفاء للتوكيد، إنما: كافة مكفوفة تفيد زيادة التّأكيد.
﴿هُمْ﴾: ضمير منفصل يفيد التّوكيد.
﴿فِى شِقَاقٍ﴾: في خلاف معكم، وخلاف مع بعضهم بعضًا، موقف العداوة والخلاف، والشّقاق مشتقة من الشّق، وهو الّذي يفصل بين الشيئين؛ أي: كل واحدٍ منهم في شق غير شق الآخر، بسبب ما بينهما من العداوة، وقيل: مشتقة من شق العصا؛ أي: أظهر العداوة، وإذا استمروا على موقفهم هذا:
﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ﴾: شرهم، وأذاهم، ومكرهم، وينصركم عليهم، وقد حدث ذلك على سبيل المثال حين قاتل رسول الله بني قريظة، وأجلى بني النّضير، والسّين في ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ﴾: للمستقبل القريب.
﴿وَهُوَ﴾: ضمير يفيد التّوكيد.
﴿السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾: ارجع إلى الآية (١٢٧) من سورة البقرة للبيان.
1 / 144