Tafsir al-Qur'an al-Karim wa I'rabuhu wa Bayanuhu - al-Durra
تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه - الدرة
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Genres
أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة الواو إلى الحاء، فصار: (محوط) ثم قلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة قبلها.
الإعراب: ﴿أَوْ:﴾ حرف عطف، قال القرطبي: قال الطبري: ﴿أَوْ﴾ بمعنى الواو، وقاله الفراء، وأنشد قول توبة بن الحمير صاحب ليلى الأخيلية، وهو الشاهد رقم [٩٥] من كتابنا فتح القريب المجيب: [الطويل]
وقد زعمت ليلى بأنّي فاجر... لنفسي تقاها أو عليها فجورها
وقول جرير في مدح الخليفة الصّالح عمر بن عبد العزيز-﵁-وهو الشاهد رقم [٩٦] من كتابنا المذكور: [البسيط]
نال الخلافة أو كانت له قدرا... كما أتى ربّه موسى على قدر
أي: وكانت له قدرا. وقيل: ﴿أَوْ﴾ للتخيير، أي: مثّلوهم بهذا، أو بهذا لا على الاقتصار على أحد الأمرين. انتهى. القرطبي بتصرف كبير. ﴿كَصَيِّبٍ:﴾ جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: أو حالهم وشأنهم كحال أصحاب صيّب، وإن اعتبرت الكاف اسما، فلها المحل كما رأيت في الآية رقم [١٧] والجملة الاسمية معطوفة عليها، وعليه فالآية السابقة معترضة بين الجملتين المتعاطفتين. ﴿مِنَ السَّماءِ:﴾ متعلقان بمحذوف صفة (صيّب) أو هما متعلقان به. ﴿فِيهِ:﴾ جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. ﴿ظُلُماتٌ:﴾ مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل جر صفة ثانية ل (صيب) أو في محل نصب حال منه وصفه بما تقدم، وجوز الزمخشري أن يكون ﴿فِيهِ﴾ متعلقين ب (صيّب) أو بمحذوف صفة له. و﴿ظُلُماتٌ﴾ فاعل فيه، أي: بالجار والمجرور، لاعتماده على الموصوف، وهو: (صيّب) ورجّحه ابن هشام في المغني. (﴿رَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾): معطوفان على ﴿ظُلُماتٌ﴾ بالواو العاطفة على الوجهين المعتبرين فيه.
﴿يَجْعَلُونَ:﴾ فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله. ﴿أَصابِعَهُمْ:﴾ مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. ﴿فِي آذانِهِمْ:﴾ متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من ﴿أَصابِعَهُمْ﴾.
﴿مِنَ الصَّواعِقِ:﴾ متعلقان بالفعل: ﴿يَجْعَلُونَ،﴾ و﴿مِنَ﴾ بمعنى: من أجل، وقيل: سببية.
﴿حَذَرَ:﴾ مفعول لأجله، وهو مضاف و﴿الْمَوْتِ﴾ مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، وجملة: ﴿يَجْعَلُونَ..﴾. إلخ: مستأنفة لا محل لها من الإعراب؛ لأنها بمنزلة جواب لسؤال مقدّر، فكأن قائلا قال: فكيف حالهم مع مثل ذلك الرعد والبرق؟ فقيل:
﴿يَجْعَلُونَ..﴾. إلخ.
وجوز مكي اعتبارها حالا من الضمير المنصوب، وجوز أبو البقاء اعتبارها صفة: «أصحاب صيب» والواو عائدة عليهم، على الاعتبارين فالرابط الواو. ﴿وَاللهُ﴾ الواو: حرف استئناف.
1 / 68