﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾ أيها الناس.
﴿طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ حالًا بعد حال، من الغنى والفقر والموت والحياة وهي طبقات في الشدة بعضها أرفع من بعض.
وبعد هذه الآيات الواضحات التي يعيها البشر ويرونها صباح ومساء يناديهم الله ﷿ بصيغة استفهام يقصد به التوبيخ.
﴿فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ﴾
﴿فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ أي: أي شيء يمنعهم من الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر.
﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ﴾ وما لهم إذا قرئت عليهم آيات الله وكلامه وهو هذا القرآن، لا يخضعون لله ﷿ فالسجود هنا بمعنى الخضوع لله والانقياد لأوامره ونواهيه.
ثم ذكر سبحانه أن ديدن الكفار التكذيب فقال:
﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ * وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ﴾.
﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ﴾ أي: أن تركهم السجود، كان بسبب تكذيبهم لما جاءت به الرسل في البعث والجزاء.
﴿وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ﴾ أي: أنه ﷾ أعلم بما يوعونه، أي: بما يجمعونه، ويكتمونه، ويضمرونه في أنفسهم من التكذيب في صدورهم.
﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ أخبرهم بالعذاب الأليم الذي لا بد أن يكون وجعله بشارة تهكمًا بهم.
﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾
﴿إِلَّا﴾ استثناء منقطع وتقدر "إلا" بـ "لكن".