Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi
تفسير القرآن العظيم - السخاوي
Investigator
د موسى علي موسى مسعود، د أشرف محمد بن عبد الله القصاص
Publisher
دار النشر للجامعات
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Genres
وقد أغتدي والطير في وكناتها (^١) ...
في أن التوقع، وقلة ما يأتي بعد قد ليس مرادا في هذه الأمثلة، بل المراد الكثرة.
﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ﴾ في جهات ﴿السَّماءِ﴾ تنتظر نزول الوحي باستقبال الكعبة.
﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ﴾ أي: جهته. واحتج بعضهم بهذه الآية على أن من بعد عن القبلة ففرضه جهتها، لا استقبال عين الكعبة؛ لأنه أمر هاهنا باستقبال المسجد، وهو أوسع من الكعبة (^٢). ﴿لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ لكونه مذكورا في كتبهم.
﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظّالِمِينَ (١٤٥) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤٦) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١٤٧) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٤٨) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ (١٤٩) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٠) كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (١٥٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ (١٥٣)﴾
قال عمر لعبد الله بن سلام ﵄: يقول الله في كتابه: ﴿يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ﴾ نشدتك الله، هل كنت تعرف رسول الله ﷺ كما تعرف ابنك؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين؛ لأنني عرفته بصفاته المذكورة في التوراة، وأما ابني فما أدري ما صنع النساء، فقبل
(^١) هذا صدر بيت لامرئ القيس، وعجزه: بمنجرد قيد الأوابد هيكل ينظر في: إصلاح المنطق لابن السكيت (ص: ٣٧٧)، خزانة الأدب (٣/ ١٥٦)، ديوان امرئ القيس (ص: ١٩)، شرح المفصل (٢/ ٦٦)، لسان العرب (قيد)، وبلا نسبة في: الأشباه والنظائر للسيوطي (٢/ ٤١٠)، خزانة الأدب (٤/ ٢٠٥)، الخصائص لابن جني (٢/ ٢٢٠)، رصف المباني (ص: ٣٩٢)، شرح شواهد المغني (٢/ ٨٦٢)، المحتسب لابن جني (١/ ١٦٨)، مغني اللبيب (٢/ ٤٦٦). (^٢) ينظر: بدائع الصنائع للكاساني (١/ ٣٢٩)، المغني لابن قدامة (١/ ٤٩٠).
1 / 92