Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi
تفسير القرآن العظيم - السخاوي
Investigator
د موسى علي موسى مسعود، د أشرف محمد بن عبد الله القصاص
Publisher
دار النشر للجامعات
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Genres
أي: لا أحد في المانعين أظلم ممن منع مساجد الله ﴿أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ بدل اشتمال من قوله: ﴿مَساجِدَ اللهِ﴾ قيل: المراد بالمساجد الكعبة، وجمعها؛ لأن المساجد كلها تتوجه نحوها، وأراد: أنهم منعوا رسول الله ﷺ والمؤمنين عام الحديبية (١٠ /أ) وصدوهم عن المسجد الحرام (^١). وقيل: المراد بيت المقدس (^٢). وقيل: جميع المساجد وهو ظاهر اللفظ (^٣).
﴿وَلِلّهِ﴾ بلاد المشرق والمغرب ﴿فَأَيْنَما تُوَلُّوا﴾ من الجهات ﴿فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ قيل: المراد فأينما تولوا وجوهكم للدعاء. وقيل: أراد صلاة النافلة في السفر.
وقيل: أراد أنه إذا التبست القبلة في السفر وأدى الاجتهاد إلى جهة فهي القبلة ﴿إِنَّ اللهَ واسِعٌ﴾ العطاء ﴿عَلِيمٌ﴾ بالمصالح. الهاء في ﴿سُبْحانَهُ﴾ مجرورة بالإضافة إلا أنه مضمر مبني، ولو ظهر في اسم ظاهر؛ كقولك: سبحان الله لكان في موضع اسم الله قولان: النصب بتقدير: سبّحت الله. والرفع بتقدير: ينزه الله، واستدل بعضهم بهذه الآية على أن من ملك ولده عتق عليه (^٤)، فإنك لا تقول: فلان ليس بعالم، بل هو من أهل البصرة، ما لم يكن كونه من أهل البصرة مانعا من العلم.
والقنوت: السكوت. وقيل: الخشوع. ﴿بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي: بديعة سماواته كقولك: حسن الوجه ﴿فَإِنَّما يَقُولُ﴾ لأجل تكوينه ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾.
﴿لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ﴾ نقترحها.
(^١) رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (١/ ٤٩٩) عن ابن زيد، والواحدي في أسباب النزول (ص: ٣٩) رقم (٥٦)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (١/ ٢٦٤) ونسبه لابن إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﵄. (^٢) رواه ابن جرير في تفسيره (١/ ٤٩٧): والواحدي في أسباب النزول (ص: ٣٩) رقم (٥٥) عن مجاهد وقتادة والسدي. (^٣) قال ابن جرير الطبري في تفسيره (١/ ٥٠٠): «كل مانع مصليا في مسجد لله فرضا كانت صلاته فيه أو تطوعا وكل ساع في إخرابه فهو من المعتدين الظالمين». (^٤) ينظر: الأم للشافعي (٤/ ١٢٨)، بدائع الصنائع للكاساني (٣/ ٥٨٣)، المغني لابن قدامة (٧/ ٢٤٩).
1 / 83