Tafsir
تفسير النسفي
Investigator
يوسف علي بديوي
Publisher
دار الكلم الطيب
Edition Number
الأولى
Publication Year
1419 AH
Publisher Location
بيروت
هائد والجمع هود ﴿والنصارى﴾ جمع نصران كندمان وندامى يقال رجل نصران وامرأة نصرانة والياء في نصراني للمبالغة كالتي في احمرى سموا نصارى لأنهم نصورا المسيح ﴿والصابئين﴾ الخارجين من دين مشهور إلى غيره من صبأ إذا خرج من الدين وهم قوم عدلوا عن دين اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة وقيل هم يقرءون الزبور ﴿من آمن بالله واليوم الآخر﴾ من هؤلاء الكفرة إيمانًا خالصًا ﴿وَعَمِلَ صالحا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ﴾ ثوابهم ﴿عِندَ رَبِّهِمْ﴾ في الآخرة ﴿وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ومحل من آمن الرفع إن جعلته مبتدأ خبره فلهم أجرهم والنصب إن جعلته بدلًا من اسم إن والمعطوف عليه فخبر إن في الوجه الأول الجملة كما هي وفي الثاني فلهم والفاء لتضمن من معنى الشرط
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣)
﴿وإذ أخذنا ميثاقكم﴾ بقبول ما التوراة ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطور﴾ أي الجبل حتى قبلتم وأعطيتم الميثاق وذلك أن موسى ﵇ جاءهم بالألواح فرأوا ما فيها من الآصار والتكاليف الشاقة فكبرت عليهم وأبوا قبولها فأمر الله تعالى جبريل ﵇ فقلع الطور من أصله ورفعه فظلله فوقهم وقال لهم موسى إن قبلتم وإلا ألقي عليكم حتى قبلوا وقلنا لكم ﴿خذوا ما آتيناكم﴾ من الكتاب أي التوراة ﴿بِقُوَّةٍ﴾ بجدٍ وعزيمة ﴿واذكروا مَا فِيهِ﴾ واحفظوا ما في الكتاب وادرسوه ولا تنسون ولا تغفلوا عنه ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ رجاء منكم أن تكونوا متقين
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٤)
﴿ثمّ تولّيتم﴾ ثم أعرضتم عن الميثاق والوفاء به ﴿مِن بَعْدِ ذلك﴾ من بعد القبول ﴿فَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾ بتأخير العذاب عنك أو
1 / 95