285

Tafsir

تفسير النسفي

Investigator

يوسف علي بديوي

Publisher

دار الكلم الطيب

Edition Number

الأولى

Publication Year

1419 AH

Publisher Location

بيروت

بعد فلان تريد إذا جاوزته وهذا تنبيه على أن الأمر كله لله وعلى وجوب التوكل عليه ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون﴾ وليخص المؤمنون ربهم بالتوكل والتفويض إليه علمهم أنه لا ناصر سواه ولأن إيمانهم يقتضي ذلك
وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٦١) ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِىّ أَنْ يَغُلَّ﴾ مكي وأبو عمرو وحفص وعاصم أي يخون وبضم الياء وفتح الغين غيرهم يقال غلّ شيئًا من المغنم غلولًا وأغلّ إغلالًا إذا أخذه في خفية ويقال أغله إذا وجده غالًا والمعنى ما صح له ذلك يعني أن النبوة تنافي الغلول وكذا من قرأ على البناء للمفعول فهو راجع إلى هذا لأن معناه وما صح له أن آل عمران (١٦١ - ١٦٥) يوجد غالًا ولا يوجد غالًا إلا إذا كان غالًا روي أن قطيفة حمراء فقدت يوم بدر مما أصيب من المشركين فقال بعض المنافقين لعل رسول الله ﷺ أخذها فنزلت الآية ﴿وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غل يوم القيامة﴾ أى يأت بالشئ الذي غله بعينه حاملًا له على ظهره كما جاء في الحديث أو يأت بما احتمل من وباله وإثمه ﴿ثُمَّ توفى كُلُّ نفس ما كسبت﴾ تعطى جزاؤها وافيًا ولم يقل ثم يوفى ما كسب ليتصل بقوله يغلل بل جيئ بعام ليدخل تحته كل كاسب من الغال وغيره فاتصل به من حيث المعنى وهو أبلغ لأنه إذا علم الغال أن كل كاسب خيرًا أو شرًا مجزي فموفى جزاءه علم أنه غير متخلص من بينهم مع عظم ما اكتسب ﴿وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ أي جزاء كل على قدر كسبه
أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦٢) ﴿أَفَمَنِ اتبع رضوان الله﴾ أي رضا الله قيل هم المهاجرون والأنصار ﴿كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مّنَ الله﴾ وهم المنافقون والكفار ﴿وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المصير﴾ المرجع

1 / 307