256

Tafsir

تفسير النسفي

Investigator

يوسف علي بديوي

Publisher

دار الكلم الطيب

Edition Number

الأولى

Publication Year

1419 AH

Publisher Location

بيروت

الاستغناء وذلك دليل على المقت والسخط ومنها قوله عن العالمين آل عمران (٩٨ - ١٠١) وإن لم يقل عنه وما فيه من الدلالة على الاستغناء عنه ببرهان لأنه إذا استغنى عن العالمين تناوله الاستغناء لا محالة ولأنه يدل على الاستغناء الكامل فكان أدل على عظيم السخط الذى وقع عبارة عنه
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (٩٨) ﴿قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ﴾ الواو للحال والمعنى لم تكفرون بآيات الله الدلالة على صدق محمد ﵇ والحال أن الله شهيد على أعمالكم فيجازيكم عليها
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩) ﴿قل يا أهل الكتاب لِمَ تَصُدُّونَ﴾ الصد المنع ﴿عَن سَبِيلِ الله من آمن﴾ عن دين حق علم أنه سبيل الله التي أمر بسلوكها وهو الإسلام وكانوا يمنعون من أراد الدخول فيه بجهدهم ومحل ﴿تَبْغُونَهَا﴾ تطلبون لها نصب على الحال ﴿عِوَجَا﴾ اعوجاجًا وميلا عن القصد والاستقامة بتغيركم صفة رسول الله ﷺ عن وجهها ونحو ذلك ﴿وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ﴾ أنها سبيل الله التي لا يصد عنها إلاّ ضال مضل ﴿وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ من الصد عن سبيله وهو وعيد شديد
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (١٠٠) ثم نهى المؤمنين عن اتباع هؤلاء الصادين عن سبيله بقوله ﴿يا أيها الذين آمنوا إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مّنَ الذين أُوتُواْ الكتاب يَرُدُّوكُم بَعْدَ إيمانكم كافرين﴾ قيل مرّ شاس بن قيس اليهودي على نفر من الأنصار من الأوس والخزرج في مجلس لهم يتحدثون فغاظه تحدثهم وتألفهم فأمر شابًا من اليهود أن يذكرهم يوم بعاث لعلهم يغضبون وكان يومًا اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس ففعل فتنازع القوم عند ذلك وقالوا السلاح السلاح فبلغ النبي ﵇ فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين والأنصار فقال أتدعون

1 / 278