144

Tafsīr al-Ḥaddād al-maṭbūʿ khaṭaʾan bi-ism al-Tafsīr al-Kabīr li-l-Ṭabarānī

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Editor

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Publisher

دار الكتاب الثقافي الأردن

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠٠٨ م

Publisher Location

إربد

Genres

قوله ﷿: ﴿يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ﴾ (٤٧)؛أي عالمي زمانكم.
قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا؛﴾ معناه: واخشوا يوما؛ أي عذاب يوم، ﴿لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا؛﴾ أي لا تكفي ولا تغني. وفيه إضمار؛ تقديره:
واتّقوا يوما لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئا من الشدائد والمكاره. وقيل: معناه: لا تغني نفس مؤمنة ولا كافرة عن نفس كافرة شيئا.
قوله تعالى: ﴿وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ؛﴾ لأنّها كافرة، وكانت اليهود تزعم أنّ آباءهم الأنبياء؛ كإبراهيم وإسحاق ويعقوب يشفعون لهم؛ فآيسهم الله تعالى بهذه الآية. وقرأ أهل مكة والبصرة «(تقبل)» بتاء التأنيث (الشّفاعة).وقرأ الباقون بالياء بتقديم الفعل؛ أو لأنّ تأنيثه غير حقيقي. وقرأ قتادة: «(لا يقبل منها شفاعة)» بياء مفتوحة، ونصب ال (شفاعة) يعني لا يقبل الله.
قوله تعالى: ﴿وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ؛﴾ أي فداء كما كانوا يأخذون في الدّنيا. وسمّي الفداء عدلا؛ لأنه يساوي المفدى ويماثله، قال الله تعالى: ﴿أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِيامًا﴾ (^١) والفرق بين العدل والعدل: أن العدل بكسر العين: مثل الشيء من جنسه، وبفتحها بدله؛ قد يكون من جنسه أو من غير جنسه، مثل قوله: ﴿طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِيامًا﴾. وقوله ﴿وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ (٤٨)؛أي لا يمنعون من عذاب الله.
قوله ﷿: ﴿وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ؛﴾ يعني نجّينا أسلافكم؛ وإنّما عدّها منّة عليهم؛ لأنّهم نجوا بنجاتهم. وقرأ إبراهيم النخعي: «(نجيتكم)» على التوحيد. و﴿(آلِ فِرْعَوْنَ)﴾ أشياعه وأتباعه وأسرته وعشيرته وأهل بيته. وفرعون هو الوليد بن مصعب، وكان من العماليق؛ جمع عملاق، وهي قبيلة.

(^١) المائدة ٩٥/.

1 / 161