162

وهكذا تردد شيخنا في تعيين عصر الرجل، بعد ما جزم أولا بكونه من القرن السابع، والظاهر أن الصحيح كون الرجل مقيما ببغداد، وأن مراده بالمستنصرية هي مؤسسة المستنصر بالله العباسي، وذلك لذكره الخلفاء من بني العباس وتمجيدهم، وهذا ينافي أن يكون فاطمي الرأي، كما لا يخفى.

وأما وصف الرجل ب «الشيباني» فقد جاء في كلام السيد حسن الصدر الكاظمي [1] وأظنه ألحق باسم الرجل سهوا، كما اشتبه السيد الصدر في عده الرجل من المتقدمين وجعله شيخا للمفيد، وذكره أن المرتضى والرضي ينقلان عنه وأنه ألف كتابه نهج البيان باسم الخليفة المستنصر الفاطمي [2].

أقول: أما الناحية الأخيرة فقد أوضحنا أن الحق خلاف ما ذكر، فالرجل يمجد الخلفاء من بني العباس، فلا يكون مرتبطا بالفاطميين.

وأما كونه شيخا للمفيد، فهذا ما نجد خلافه في كتابه نهج البيان، المحفوظ في مكتبة جامعة طهران [3] فقد ذكر الشيخ المفيد بتعظيم وافر وترحم عليه مما يدل على تأخره عنه، كما أن نقله عن التبيان للطوسي يشير الى ذلك أيضا.

وأما وصفه بالشيباني، فلم نجد له أثرا في كتابه، ولا بد من الفحص عنه بدقة أكثر.

وعلى كل حال، فلا يبعد أن يكون هذا هو كاتب النسخة وإن لم

Page 171