Tafsir
تفسير الحبري
Genres
إن قالوا بأنها نزلت لذلك مقتصرا عليه ومتعديا الى غيره، فلا، بل نقول: هو نزل عاما لبيان التثبت وترك الاعتماد على قول الفاسق.
ثم قال: ويدل على ضعف قول من يقول أنها نزلت لكذا، أن الله تعالى لم يقل: «إني أنزلتها لكذا»، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم ينقل منه أنه بين أن الآية نزلت لبيان ذلك فحسب.
وقال أخيرا: فغاية ما في الباب أنها نزلت في مثل ذلك الوقت، وهو مثل التاريخ لنزول الآية، ونحن نصدق ذلك [1].
ويرد عليه:
إن الظاهر منه أنه يحصر سبب النزول في أن يقول الله: «أنزلت الآية لكذا» أو يصرح الرسول بنزولها كذلك، وكذلك يبدو منه أنه يعتبر في كون الشيء سببا للنزول أن يكون مدلول الآية خاصا به لا عموم فيه.
وكلا هذين الأمرين غير تامين:
أما الأول، فلأن كون أمر ما سببا لمجيء الوحي ونزوله هو بمعنى أن الله أوحى إلى نبيه من أجل ذلك، فلا حاجة إلى تصريح الله بأنه أنزل الآية لكذا.
وأيضا فإنا لم نجد ولا موردا واحدا، كان تعيين سبب النزول على أساس تصريح الباري بقوله: أنزلت الآية لكذا.
أفهل ينكر الفخر الرازي وجود أسباب النزول مطلقا؟
وأورد عليه المحقق الطهراني بقوله: وأطرف شيء استدلاله على
Page 115