29
{ إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك } أي تستوجب إثمي وإثمك { فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين } . وقال بعضهم : إني أريد أن تبوء بإثمي إن قتلتني ، وإثمك الذي مضى من قبل قتلي .
قوله : { فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله } . قال مجاهد : فشجعته نفسه . وقال غيره : فزينت له نفسه قتل أخيه فقتله . { فأصبح من الخاسرين } ، قال الحسن : الذين خسروا الجنة .
{ فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال : يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي } قال الحسن : بعث الله غرابين فقتل أحدهما صاحبه ، ثم جعل يحثي عليه التراب وابن آدم ينظر فقال : يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي .
ذكر بعضهم قال : كانا غرابين فقتل أحدهما الآخر فجعل الحي يحثي على الميت ، وذلك بعين ابن آدم . قال الكلبي : وكان قتله عشية ، وغدا إليه غدوة لينظر ما فعل فإذا هو بغراب حي يحثي التراب على غراب ميت ، فقال : يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي كما يواري هذا الغراب سوءة أخيه فدعا بالويل { فأصبح من النادمين } .
ذكروا عن السدي أنه قال : ثلاثة لا يقبل الله منهم توبة أبدا : إبليس ، وابن آدم الذي قتل أخاه ، رأس الخطيئة ، ومن قتل نبيا .
Page 302