183

126

قوله : { وما جعله الله } يعني المدد { إلا بشرى لكم } أي : ما أنزل من الملائكة تستبشرون بها وتفرحون بها { ولتطمئن قلوبكم به } أي ولتسكن قلوبكم به { وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم } .

قوله : { ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم } قال بعضهم : أي : يخزيهم { فينقلبوا خائبين } . قال بعضهم : قطع الله يومئذ ، أي يوم بدر ، طرفا من الكفار وقتل صناديدهم ورؤوسهم في الشرك .

قوله : { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } ذكروا عن الحسن قال : إن رسول الله A كسرت رباعيته يوم أحد ، وشج في وجهه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول : كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم؛ فأنزل الله : { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } . ذكر بعضهم عن رسول الله مثل ذلك ، غير أنه قال : خضبوا وجه نبيهم بالدماء وهو يدعوهم إلى الله .

وقوله : أو يتوب عليهم فيه تقديم؛ ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ليس لك من الأمر شيء قوله : أو يتوب عليهم فيرجعوا إلى الإيمان ، وإن يعذبهم فبإقامتهم على الشرك في تفسير الحسن . قال : وهو كقوله : { ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم } [ الأحزاب : 24 ] أي : فإن يعذبهم فبإقامتهم على النفاق أو يتوب عليهم فيرجعوا عن نفاقهم .

Page 183