254
قوله : { يا أيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة } أي ولا صداقة إلا للمتقين . وهو مثل قوله : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } [ الزخرف : 67 ] والأخلاء من باب الخليل .
قوله : { ولا شفاعة } أي للكافرين { والكافرون هم الظالمون } أي لأنفسهم ، وهو كفر دون كفر وكفر فوق كفر .
قوله : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } قال الحسن : الله والرحمن اسمان ممنوعان لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحلهما .
قوله : الحي القيوم ، أي القائم على كل نفس . قال الحسن : القائم على كل نفس يكسبها ، يحفظ عليها عملها حتى يجازيها به .
ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ هذا الحرف : الحي القيام ، وهو من باب الفيعال ، والقيوم الفيعول .
قوله : { لا تأخذه سنة } . قال بعضهم : كسل ، وقال بعضهم : فترة . { ولا نوم } . قال الحسن : السنة النعاس ، والنوم النوم الغالب .
{ له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } أي : لا أحد . وهو مثل قوله : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } [ الأنبياء : 28 ] . وكقوله : { ما من شفيع إلا من بعد إذنه } [ يونس : 3 ] .
قوله : { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } . قال الحسن : أول أعمالهم وآخرها . وقال بعضهم : ما بين أيديهم من أمر الآخرة ، وما خلفهم من أمر الدنيا ، أي : إذا صاروا في الآخرة .
قوله : { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } أي ما أعلم الأنبياء من الوحي .
{ وسع كرسيه السماوات والأرض } . ذكر بعضهم أن الكرسي عماد الشيء وقوامه ، ولا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه . وقال بعضهم : وسع كرسيه السموات والأرض أي : ملأ كرسيه السماوات والأرض .
قوله : { ولا يئوده حفظهما } . قال مجاهد : أي لا يثقل عليه حفظهما { وهو العلي } قال الحسن : لا شيء أعلى منه . { العظيم } الذي لا منتهى له ولا قدر ولا حد .
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله A : « لا تتفكروا في الله وتفكروا فيما خلق » .
ذكروا عن الحسن أنه قال : قال رسول الله A لأصحابه يوما : « أي القرآن أعظم؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : سورة البقرة . قال : أتدرون أيها أعظم؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : الله لا إله إلا هو الحي القيوم . . . إلى آخر الآية » .
ذكروا عن ابن عباس أنه قال : أشرف سورة في القرآن سورة البقرة قيل له : أيها أعظم؟ قال : آية الكرسي .
Page 124