فهو يخبط [خبط] (1) عشواء، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة، ويمد يده (2) بعد طلبه لما لا يقدر [عليه] (3) في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته (4) التي قد شقى من أجلها.
فأولئك [مع] الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم عذابا مهينا.
ولكن الرجل كل الرجل، نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لامر الله، وقواه مبذولة في رضاء الله تعالى، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعم في دار لا تبيد ولا تنفد، وإن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال.
فذلكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى ربكم فبه فتوسلوا، فإنه لا ترد له دعوة، ولا تخيب له طلبة. (5) 28 - ثم قال الرضا عليه السلام: إن هؤلاء الضلال الكفرة ما أتوا (6) إلا من جهلهم بمقادير أنفسهم، حتى اشتد إعجابهم بها، وكثر تعظيمهم لما يكون منها، فاستبدوا بآرائهم الفاسدة، واقتصروا على عقولهم المسلوك بها غير السبيل الواجب، حتى استصغروا
Page 55