الجاهل، ويقلع الضالون عن ضلالهم، ولو بطريق التدريج؛ وبذلك يكون قراؤنا قد أدوا أمانة العلم، وقاموا بفريضة النصح، وخدموا الإسلام والمسلمين.
...
نجاة المعبودين بهداهم وهلاك العابدين بضلالهم
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (٥٧)﴾ [الإسراء: ٥٧].
﴿يبتغون﴾ يطلبون باعتناء واهتمام.
﴿الوسيلة﴾ سبب الوصول إلى البغية، والقرب من المطلوب، والوسيلة الموصلة إلى الله هي عبادته وطاعته بامتثال أوامره ونواهيه، والتزام محارمه واجتناب مكارهه، وهذا المعنى هو المراد هنا.
﴿أقرب﴾ أي في المكانة والمنزلة.
﴿يرجون رحمته﴾ ينتظرون إنعاماته لافتقارهم إليه.
﴿ويخافون عذابه﴾ يخشون عقوبته وانتقامه؛ لعلمهم بقوته وسلطانه، وقصورهم عن القيام بجميع واجب حقه.
﴿محذورا﴾، مخيفا متحرزًا منه.
﴿أولئك﴾: إشارة إلى المعبودين الذين وصفهم.
و﴿يدعون﴾: ضميره للداعين، وأصله يدعونهم يبتغون خير أولئك.
و﴿أيهم﴾، اسم موصول مضاف إلى ضمير المبتغين، وهو بدل بعض من كل من الواو في يبتغون.
و﴿أقرب﴾: خبر مبتدأ محذوف تقديره "هو" والجملة صلة الموصول.
ويحتمل أن يكون أيهم استفهامًا مبتدأ وأقرب خبر. وتقدير الكلام: ينظرون أيهم أقرب.
قال ابن مسعود ﵁: «هي في نفر من الإنس، كانوا يعبدون نفرا من الجن، فأسلم الجن، وبقي الإنس على عبادتهم».
وجاء عنه وعن غيره: أنها في الذين كانوا يعبدون الملائكة من العرب.