[الشعراء:26].
اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم
[البقرة:21]
اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق
[العلق:1 - 2].
وهذه الحالة، كما انها في نفسها دليل على وجود الرب، فكذلك هي في نفسها إنعام عظيم، وذلك لأن تولد الأعضاء المختلفة الطبائع والصور من النطفة المتشابهة الأجزاء، لا يمكن، إلا إذا قصد الخالق ايجاد تلك الأجزاء على تلك الصور والطبائع، وكل منها مطابق للمطلوب، موافق للغرض، كما يشهد به علم تشريح الأبدان، فلا أحق بالحمد والثناء من هذا المنعم المنان الكريم، الرحمن الرحيم، الي شمل إحسانه وعم امتنانه قبل الموت وبعد الموت.
مالك يوم الدين: يدل على أن من لوازم حكمته ورحمته ، أن يقدر بعد هذا اليوم يوما آخر يظهر فيه تمييز المحسن من المسيء، وانتقام المظلوم من الظالم، وها هنا تمت معرفة الربوبية.
ثم من قوله: { إياك نعبد } ، اشارة الى الأمور التي لا بد من معرفتها في تقرير العبودية وهي نوعان: والآثار المتفرعة على الأعمال، كالأحوال، ثم الأعمال لها ركنان، أحدهما: الإتيان بالعبادة وهو قوله: { إياك نعبد } ، والثاني: علمه بأنه لا يمكنه ذلك إلا بإعانة الله، وهو قوله: { وإياك نستعين }.
وأما الآثار والأحوال المتفرعة على الأعمال، فهي حصول الهداية، والتحلي بالأخلاق الفاضلة المتوسطة بين الطرفين، المستقيمة بين المنحرفين { اهدنا الصراط المستقيم } إلى آخره.
وفي قوله: { صراط الذين أنعمت عليهم } ، دليل على أن الاستضاءة بأنوار أرباب الكمال وأهل الحق، خلة محمودة، وشيمة مرضية: هم القوم لا يشقى جليسهم.
Unknown page