223

Tafsir

تفسير الأعقم

Genres

والذين اهتدوا زادهم هدى

[محمد: 17] { وإن الله لمع المحسنين } لناصرهم ومعينهم.

[30 - سورة الروم]

[30.1-6]

{ ألم } قيل: اسم للسورة، وقيل: إشارة إلى حدوث القرآن، وقيل: إنه من أسماء الله تعالى، يعني : { الم } أنا الله عن ابن عباس { غلبت الروم } أي غلبهم فارس في بعض حروبهم وظهروا عليهم وكان ذلك في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { في أدنى الأرض } أي عدوهم، وقيل: أدنى الأرض من أرض الشام إلى أرض فارس، وقيل: الأردن وفلسطين { وهم من بعد غلبهم سيغلبون } فارسا { في بضع سنين } والبضع من الثلاث إلى العشر ولما بلغ الخبر إلى مكة ان فارسا غلبوا الروم فشق ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين لأن فارسا مجوس لا كتاب لهم والروم أهل كتاب، وفرح المشركون وشمتوا وقالوا: أنتم والنصارى أهل كتاب ونحن وفارس أميون وقد ظهر إخواننا على إخوانكم ولنظهرن نحن عليكم فنزلت الآية، وظهور الروم على فارس يوم الحديبية وذلك عند رأس سبع سنين، وقيل: كان النصر يوم بدر، وروي:

" أن أبا بكر لما ظهرت قال: والله لتظهرن الروم على فارس، فقال له أبي بن خلف، كذبت اجعل بيننا أجلا أناحبك عليه، والمناحبة: المراهنة، على عشر قلائص من كل واحد وجعل الأجل ثلاث سنين، وأخبر أبا بكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: البضع ما بين الثلاث إلى السبع فزايده في الخطر وماده في الأجل، فجعلاها مائة قلوص إلى تسع سنين، ومات أبي من جرح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وظهرت الروم على فارس يوم بدر، وأخذ أبو بكر الخطر من ذرية أبي وجاء به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: تصدق به فتصدق به "

والله أعلم { لله الأمر من قبل ومن بعد } أي في أول الوقتين وفي آخرهما حين غلبوا وحين غلبوا من قبل دول الروم على فارس وبعدها فلو أراد إهلاكهم لفعل، وقيل: الأمر فيما مضى وفيما بقي وهي عبارة عن ملكه في عموم الأوقات { ويومئذ } يعني يوم غلبت الروم فارس فقد كان فيه نصر الله وتصديق رسوله { يفرح المؤمنون } { بنصر الله } وبغلبة من له كتاب على من لا كتاب له وغيظ من شمت بهم من كفار مكة، وقيل: ذلك يوم بدر، ويومئذ عبارة عنه فرحوا بما نالهم من النصر والفتح وهذا أولى لأن الروم كفار لا ينصرهم تعالى، وقيل: نصر الله أنه ولى بعض الظالمين بعضا وفرق بين كلمتهم وفي ذلك قوة للإسلام بنصر الله { ينصر من يشاء } من عباده وهم الأنبياء والمؤمنون { وهو العزيز } القادر على نصر المؤمنين { الرحيم } بمن أناب اليه من خلقه، ثم أكد ذلك بالبشارة فقال سبحانه: { وعد الله } أي وعد الله المؤمنين بالنصر، وقيل: وعد الله في الروم أنها تغلب فارسا { لا يخلف الله وعده } في ذلك ولا في غيره { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } صحة الوعد والله أعلم.

[30.7-13]

{ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون } يعني يعلمون منافع الدنيا ومضارها وعمارتها فكيف يجمعون وكيف يبنون فعمروا دنياهم وحرثوا حرثهم أو يعلمون الدنيا وينكرون الآخرة؟ قوله تعالى: { أولم يتفكروا في أنفسهم } بما فيها من آيات الله والدلالة على توحيده { ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق } أي ما خلقهما باطلا وعبثا بغير غرض صحيح وحكمة بالغة وإنما خلقهما مقرونة بالحق، وتقدير: لكافرون { أولم يسيروا في الأرض فينظروا } إلى آثار من تقدم من الأمم مع شدة قوتهم وكثرتهم مثل عاد وثمود وغيرهم من الأمم الماضية، قوله تعالى: { كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } وأنهم { كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض } وحرثوها، قال تعالى:

لا ذلول تثير الأرض

Unknown page