172

Tafsir

تفسير الراغب الأصفهاني

Investigator

د. هند بنت محمد بن زاهد سردار

Publisher

كلية الدعوة وأصول الدين

Publisher Location

جامعة أم القرى

(ولا تكونوا أول كافر به وتشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا وتكتموت الحق)، ونحو ذلك في احتمال الجواب والعطف .. قوله: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ﴾، وقوله: ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ تعظيم لارتكاب الذنب، فإنه مع العلم بقبحة لأعظم عقوبة، ولهذا قال بعض الحكماء: (لأن أدع الحق جهلًا به، أحب إلى من أن أدعه زهدًا فيه، ولأن أترك جميع الخير جهلًا به أحب إلى من أفعل أقل الشر، بعد المعرفة بقبحه). وقد تقدم الكلام في الحق، فأما الباطل: فالإثبات له عند الفحص عنه، والحق يناقضه، وذلك عام في الاعتقاد والمقال والفعال. ولذلك قال الشاعر: لقد نظقت بطلًا على الأقارع. فاستعمله في القول، وفي الآية حث على تجنب الشر والنهي عن كل تلبيس وتمويه وإن كانت الآية واردة فيمن آمنوا ببعض الكتاب، وكفروا بالبعض، وجحدوا صفة النبي ﷺ وقول ابن عباس ﵄: [لا تخطلوا الصدق بالكذب وقول بن زيد] لا تخلطوا الحق الذي هو التوارة بالباطل الذي كتبتموه بأيديكم، فإشارة إلى بعض ما يقتضيه عموم الآية.

1 / 172