479

Tafsīr al-Sulamī

تفسير السلمي

Editor

سيد عمران

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى

Publication Year

1421هـ - 2001م

Publisher Location

لبنان/ بيروت

وقال بعضهم :

﴿مثل نوره كمشكاة

: قال مثل نوره في قلب العبد المخلص ، | | كمشكاة والمشكاة القلب والمصباح النور الذي قذف فيه المصباح في زجاجة النور مؤيد | بالتوفيق ، والتوفيق مثبت فيه بصحة المعرفة ، والزجاجة كأنها كوكب دري كالنور والمعرفة | تضيء في قلب العارف بنور التوفيق ، مصباح النور كالكوكب الدري ، والكوكب الدري | كنور المعرفة الذي يضيئ من قلب المؤمن ، توقد من شجرة مباركة تضيئ على شخص | مبارك وهو نفس المؤمن متى تبين أنوار باطنة على آداب طاهرة ، وحسن معاملته زيتونة | لا شرقية ولا غربية ، جوهرة صافية لا حظ لها في الدنيا ، ولا في الآخرة ، لاختصاصها | بمولاها ، و تفردها بالفرد الجبار .

وقيل :

﴿لا شرقية ولا غربية

. | ولا مشركة في أعماله ولا مرابية في أحواله يكاد | نور معرفة قلب المؤمن نطق بما في سره ، ويضيء على من يصحبه ويتبعه وإن لم يكن له | منها علم ، ولا عنها خير ( ( نور على نور ) ) نور المعرفة يزيد على نور الأيمان : وقيل : نور | على نور ، نور المشاهدة يغلب على نور المتابعة .

وقيل : نور الجمع يعلو أنوار التفرقة ، وقيل : نور الروح يهدي إلى السر شعاع | الفردانية ، ونور السر يهدي إلى القلب ضياء الوحدانية ، ونور القلب يهدي إلى الصدر | حقيقة الإيمان ، ونور السر يهدي إلى الصدر آداب الإسلام فإذا جاء نور الحقيقة غلبت | هذه الأوار وإفراد العارف عنها وأفناه منا وحصله في محل البقاء مع الحق متسما بسمته | مترسما برسمه ، ولا يكون للحدث عليها أثر بحال لأن محل أنوار الأحوال هو القيام | معها ورؤيتها والسكون إليها فإذا جاء نور الحقيقة أفناه عن الحظوظ والمشاهدات ، وإذا | علا نور الحق خمدت الأنوار كلها وصارت الأحوال دهشا في فناء ، وفناء في دهشة ، | وهو بحصول اسم ورسم وذهاب الحقيقة في عين الحق يهدي الله لنوره من يشاء ، | يخص الله بهذه الأنوار من سيقت له المشيئة فيه بالخصوصة ويضرب الله الأمثال للناس .

قال العقلاء الألباء الذين خصوا بالفهم عنه ، والرجوع إليه لعلهم يتفكرون في أن | الذي خصهم بهذه الأنوار والمراتب من غير سابقة إليه ، ولا يتقرب إليه إلا بفضله | وكرمه دون التسبيح والصلوات .

Page 48