Tafsīr al-Sulamī
تفسير السلمي
Editor
سيد عمران
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1421هـ - 2001م
Publisher Location
لبنان/ بيروت
سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم الإسكندراني يقول : سمعت | أبا جعفر الملطي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه جعفر بن محمد رضي الله عنهم في | قوله :
﴿وبشر المخبتين﴾
قال : من أطاعني ثم خافني في طاعتي وتواضع لأجلي بشر | من اضطرب قلبه شوقا إلى لقائي ، وبشر من ذكرني بالنزول في جواري ، وبشر من | | دمعت عيناه خوفا لهجري بشرهم ' أن رحمتي سبقت غضبي ' .
وقال أيضا : بشر أمتك بالشفاعة .
وقال أيضا : بشر المشتاقين إلى بالنظر إلى وجهي .
وقال أيضا : المخبتين في التواضع كالأرض تحمل كل قدر ، وتواري كل نجس | وخبث .
قوله تعالى ذكره : الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم > 2 <
الحج : ( 35 ) الذين إذا ذكر . . . . .
> > [ الآية : 35 ] .
قال ابن عطاء رحمة الله عليه : هل رأيت ذلك الوجل عند سماع ذكره ، وعند سماع | كتابه أو خطابه ؟
أو هل أخرسك الذكر حتى لم ينطق إلا به ؟ وأصمك حتى لا تسمع إلا منه هيهات .
قال الواسطي رحمة الله عليه : الوجل على مقدار المطالعة وبما يريه مواضع السطوة ، | وربما يراه مواضع المودة والمحبة .
قوله تعالى وتقدس :
﴿والصابرين على ما أصابهم﴾
[ الآية : 35 ] .
قال أبو علي الجوزجاني : التاركين الجزع عند حلول النوائب والمصائب .
سئل بعضهم ما الإشارة في شعث المحرم ؟ قال : ترك التصنع لها ليشهد الحق منك | الإعراض عن العناية بنفسك فيشهد صدقك في بذلها لمجاهدته .
قوله عز ذكره : والبدن جعلناها لكم من شعائر الله > 2 <
الحج : ( 36 ) والبدن جعلناها لكم . . . . .
> > [ الآية : 36 ] .
قال أبو بكر الوراق : الحكمة في البدن وما ذكر الله من شعائره فيه وحصول | الخيرية ، هو تطهير بدنك من جميع البدع والمخالفات ، وقتلها بسيوف الخوف والخشية ، | وأن تجعل التقوى شعارها ، والرضا دثارها فإذا فعلت ذلك كان لك فيه أوائل الخيرات | وهو أن يفتح لك السبيل إلى الله وإلى الخيرات ، وينور قلبك بنور اليقين ويطهر سرك | عن طلب كل شيء سوى الله . |
Page 24