349

Tafsir

تفسير السلمي

Investigator

سيد عمران

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1421هـ - 2001م

Publisher Location

لبنان/ بيروت

قال الله تعالى :

﴿فلا تضربوا لله الأمثال

. في ذاته وكيفيته لأنه ليس كمثله شيء | فأما صفاته التي أظهرها للخلق كسواه لهم وأعز .

وقال :

﴿فلا تضربوا لله الأمثال

في صفاته وذاته لأن الصمدية تمتنع عن الوقوف | على ماهية ذاته وكيفية صفاته .

وقال إنما ضرب الأمثال وأكثر ما فيها من المقال ضربا للسرائر وأن يغني عن حضورها | فيما أسرى إليها .

قوله عز وجل : ^ ( ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ) ^ < <

النحل : ( 75 ) ضرب الله مثلا . . . . .

> > [ الآية : 75 ] .

قال بعضهم : أخبر الله تعالى عن العبد وصفته فقال : ^ ( لا يقدر على شيء ) ^ فمن | رجع إلى شيء من عمله وحاله وعلمه فهو المتبرىء من العبودية وهو في منازعة الربوبية | والعبودية هو التخلي مما سوى معبود يرى الأشياء ويرى نفسه له .

قوله تعالى : ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب > 2 <

النحل : ( 77 ) ولله غيب السماوات . . . . .

> > [ الآية : 77 ] .

قال النهرجوري : الحق تعالى ستر غيبه في خلقه وستر أوليائه في عباده فلا يشرف | على غيبه إلا الخواص من أوليائه ولا يشرف على أوليائه إلا الصديقون من عباده | فالإشراف على الغيب عزيز والإشراف على الأولياء أعز وأعز .

قوله عز وجل : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار > 2 <

النحل : ( 78 ) والله أخرجكم من . . . . .

> > [ الآية : 78 ] .

قال الواسطي : أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تفهمون شيئا مما أخذت عليكم من | الميثاق في وقت بلى .

وقال بعضهم : لا تعلمون شيئا مما قضيت لكم وعليكم من الشقاوة والسعادة . ثم | جعل للسعيد من عباده السمع ليسمع بهما لطيف ذكره والأبصار ليبصر بها عجائب صنعه | والأفئدة ليكون عارفا بصانعه ومخترعه وهذه الأعضاء والحواس هي الموجبة للشكر | والشاكر من رأى منة الله تعالى عليه في سلامة هذه الحواس وصاحب الكفران من يرى | أنه يؤدي بها شكر شيء من نعم الله تعالى عليه شيء من أحواله .

Page 370