Tafsir
تفسير السلمي
Investigator
سيد عمران
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1421هـ - 2001م
Publisher Location
لبنان/ بيروت
قال بعضهم : أبصرت الملائكة من آدم هيكله وشخصه ، ولم يشاهدوا إضافة الروح | | إليه ، واختصاص الخلقة به ، واستقامة التوبة وتعليم الأسماء والإشراف على الغيب | فنكلوا عن السجود فلما أظهر الحق تعالى بهذه الخصائص عليه ، سجدوا وقالوا : | سبحانك أنت تخص من تشاء من عبادك بخصائص الولاية ، وتنعته بنعوت الربانية ، | وتجذبه إلى بساط القربة وأنت الفعال لما تريد .
قال الواسطي : الفرق بين روح آدم ، وبين الأشياء تسوية الخلقة ، وتخصيص | الإضافة فقربت من الله تعالى ، وعرفته ، ومكنتها من حكمه فغيبت ، ورجعت إليه | بالإشارة ، وقطعت عنه العبادة وذلك كله من عز الفخر إذا لم يلبسها ذل القهر زينها | بخلقه فتخلقت بخلقه وتأدبت بصفته ، وكانت به تنطق ، وبإشارته تعقل وهذا تفسير | قوله
﴿فإذا سويته﴾
.
قوله عز وجل : ^ ( فسجد الملائكة كلهم أجمعين إلا إبليس ) ^ < <
الحجر : ( 30 - 31 ) فسجد الملائكة كلهم . . . . .
> > [ الآية : 30 ، 31 ] .
قال أبو عثمان : فتح الله تعالى أعين الملائكة بخصائص آدم ، وأعمى عين إبليس عن | ذلك فرجعت الملائكة إلى الإعتزاز ، وأقام إبليس على منهج الإحتجاج بقوله
﴿أنا خير منه﴾
.
سئل بعضهم : لم امتنع إبليس من السجود وأبى مع علمه ؟ قال : لأن علمه كان علم | عارية عنده فلم يكن حقيقة ، إنما كان مستودعا فيه لأجل هلاكه ، فلما ظهر الوقت جحد | ما كان يعرف وأبى ما كان يطيع .
قوله تعالى : وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين > 2 <
الحجر : ( 35 ) وإن عليك اللعنة . . . . .
> > [ الآية : 35 ] .
قال الواسطي : اللعنة التي لم تزل تستحقه منى وإن كانت الأوقات جرت عليك بزينة | السعادة .
قوله عز وجل : ^ ( لأزينن لهم في الأرض ولأغيونهم أجمعين إلا عبادك منهم | المخلصين ) ^ < <
الحجر : ( 39 - 40 ) قال رب بما . . . . .
> > [ الآية : 39 - 40 ] .
قال أبو حفص : العبد المخلص من لا يخالف سيده ظاهرا وباطنا وسرا وعلنا .
قال أبو عثمان : المخلص من العبيد هم الواقفون مع الله تعالى عند حدوده .
قال رجل ليحيى بن معاذ : بماذا أكرم الله تعالى عباده المخلصين ؟ قال : بالإيمان | بالغيب والمشاهدة . |
Page 354