Tafsir
تفسير السلمي
Investigator
سيد عمران
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1421هـ - 2001م
Publisher Location
لبنان/ بيروت
قال أبو عثمان في قوله :
﴿انفروا خفافا وثقالا﴾
في وقت النشاط والكراهية ، فإن | البيعة على هذا وقعت ، كما روى عن جرير بن عبد الله أنه قال : ^ ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم | على السمع والطاعة في المنشط والمكره ' .
وقال بعضهم : انفروا خفافا إلى الطاعات ، وثقالا إلى المخالفات . ^ ( وجاهدوا | بأموالكم وأنفسكم ) ^ الفقر ألا تمنعوهم حقوقهم ، وجاهدوا بأنفسكم الشياطين كي لا | يستولي عليكم .
قال بعضهم : ^ ( انفروا خفافا وثقالا ) ^ قال : هو نزع القلب عن الأماني الباطلة ، | وإخراج العادات القبيحة عن النفس .
قوله تعالى : ^ ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) ^ < <
التوبة : ( 43 ) عفا الله عنك . . . . .
> > [ الآية : 43 ] .
قيل : إن الله عز وجل إذا عاتب أنبياءه وأولياءه عاتبهم ببر قبلها أو بعدها ، ألا تراه | يقول : ^ ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) ^ .
وقال الحسين بن منصور : الأنبياء مبسطون على مقاديرهم واختلاف مقاماتهم ، وكل | ربط مع حظه باستعماله الأدب بين يدي الحق ، وكل أثيب على ترك الاستعمال فمنهم | النبي صلى الله عليه وسلم فإنه أنس قبل التأنيب ، ومنهم من أنس بعد التأنيب على اختلاف إذ لو أنس | بعد التأنيب لتفطر لقربه من الحق وذلك أن الله عز وجل أمره بقوله : ^ ( فأذن لمن شئت | منهم ) ^ ثم قال مؤنبا له على ذلك : ^ ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) ^ فلو قال لم أذنت | لهم عفا الله عنك لذاب وهذا غاية القرب ، وقال تعالى حاكيا عن نوح أنه قال : ^ ( رب | إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق ) ^ . مؤنبا له وأنسه بعد التأنيب ^ ( إنه ليس من | أهلك ) ^ إلى قوله ^ ( أن تكون من الجاهلين ) ^ .
ولو ولم يؤنسه بعد التأنيب لتفطر ، وهذا مقام نوح وليس المفضول بمقصر إذ كل | منهم له رتبة من الحق . |
Page 276