200

Tafsir

تفسير السلمي

Investigator

سيد عمران

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1421هـ - 2001م

Publisher Location

لبنان/ بيروت

ومن وزن خطراته وأنفاسه بميزان الحق اكتفى بمشاهدته ، والموازين مختلفة : ميزان | للنفس والروح ، وميزان القلب والعقل ، وميزان المعرفة والسر . فميزان النفس والروح | للأمر والنهي وكفتاه الكتاب والسنة ، وميزان القلب والعقل الثواب والعقاب وكفتاه | | الوعد والوعيد ، وميزان المعرفة والسر الرضا والسخط وكفتاه الهرب والطلب ، وقد فسر | في غير هذا الموضع .

قوله تعالى : ولقد خلقناكم ثم صورناكم > 2 <

الأعراف : ( 11 ) ولقد خلقناكم ثم . . . . .

> > [ الآية : 11 ] .

قال بعضهم : أبدع الله الهياكل وأظهرها على أخلاق شتى وصور مختلفة ، وجعل | لكل شيء منها عيشا فعيش القلوب في الشهود ، وعيش النفوس في الوجود ، وعيش | العبد معبوده ، وعيش الخواص الإخلاص . وعيش الآخرة : العلم ، وعيش الدنيا : الجهل | والعمارة والاغترار بها .

قوله تعالى :

﴿ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس

[ الآية : 11 ] .

قال أبو حفص : عرف الملائكة استغناءه عن عبادتهم فقال

﴿اسجدوا لآدم

ولو كان | سجودهم يزن عنده مثقال ذرة لما أمرهم بذلك ولصرف وجوههم إلى آدم ، فإن سجود | الملائكة وجميع خلقه لا يزيد في ملكه ، لأنه عزيز قبل أن يخلقهم وعزيز بعد أن يفنيهم | وعزيز حين يبعثهم وله العزة جميعا .

وقال بعضهم : قوله لإبليس أمر تكليف وقوله

﴿اخرج منها

أمر إهانة ، ولولا ذلك | لامتنع منها كما امتنع من السجود ، وكان سجود الملائكة لآدم تحية له وطاعة لهم .

قوله تعالى : ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك > 2 < <

الأعراف : ( 12 ) قال ما منعك . . . . .

> [ الآية : 12 ] .

قال الواسطي رحمة الله عليه : من استصحب كل نسك في الدنيا والآخرة ، فالجهل | وطنه والاعتراض عرضه ، والبعد من الله سببه ، لأن العبادات تقطع الدعيات ، ورؤية | النسك رؤية الأفعال والنفوس ، ولا متوتب على الله أشد من طالع نفسه بعين الرضا .

قوله تعالى :

﴿أنا خير منه خلقتني من نار

.

قال بعضهم : لما نظر إلى الجوهر والعبادة ظن أنه المسكين خير ، وسبب فساد النفوس | من رؤية الطاعات .

وقيل : لما قال إبليس : ' أنا ' قيل له : إن عليك اللعنة ، ما أبعده إلا رؤية نفسه .

وقيل في قوله ' أنا خير منه ' توهم أن الجوهر من الكون على مثله وشكله في | الخلقة ، فضل من جهة الخلقة والجوهرية ، ولم يعلم ولم يتيقن أن الفضل من المتفضل | دون الجوهرية . |

Page 221