179

Tafsir

تفسير السلمي

Investigator

سيد عمران

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1421هـ - 2001م

Publisher Location

لبنان/ بيروت

سئل النهرجوري عن المريد ، فقال : صفته ما ذكر الله عز وجل في كتابه : ^ ( ولا | | تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) ^ الآية .

وهو دوام ذكره وإخلاص عمله ، أوصى بذلك اكابرهم في التعطف عليهم والصفح | عن زللهم .

وقال أبو عثمان : الحال التي تجب على العبد لزوم حقيقة الذكر وخلوص السر وهو | المبدئ وهو المنهي .

وقال بعضهم في هذه الآية : لا تبعد عنك من زيناه بزينة العبودية ، وجعلنا أيامه وفقا | على الإقبال علينا .

وقال أبو بكر الفارسي : إرادتك لله ذكرك له على الدوام ، قال الله تعالى : ^ ( ولا | تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) ^ وهذه صفة المتحققين من أهل الإرادة ، ومن | علامة المريد الصادق أن يتنافر من غير جنسه ويطلب الجنس .

قوله تعالى : ^ ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ) ^ < <

الأنعام : ( 53 ) وكذلك فتنا بعضهم . . . . .

> > [ الآية : 53 ] .

قال الحسين : قطع الخلق بالخلق عن الحق ، قال : ^ ( فتنا بعضهم ببعض ) ^ .

قال أبو بكر الوراق : هي فتنة الرجل بولده وزوجته والاشتغال بهم وبأسبابهم وقد | ذكر عن بعض السلف أنه قال : ما شغلك عن الله فهو مشئوم وهو بلاء وفتنة .

وقال محمد بن حامد في هذه الآية : فتن الفقراء بالاغنياء وفتنة الأغنياء بالفقراء ، | ففتنة الفقير في الغني رؤية فضله عليه وسخطه لما يمنعه مما في يده ويراه المعطي والمانع | دون الله ، وفتنة الغني بالفقير ازدراؤه بالفقراء وتحقيره إياهم ومنعهم ما أوجب الله لهم | عليه مما في يده وامتنانه عليهم بإيصالهم إلى حقوقهم أو إيصال الحقوق إليهم ، والذي | يسقط عن الفقير فتنة فقره رؤية فضل الأغنياء والذي يسقط عن الغني فتنة غنائه رؤية | فضل الفقراء .

قوله تعالى : ^ ( أليس الله بأعلم بالشاكرين ) ^ [ الآية : 53 ] .

قال ذو النون : الشاكر هو المستزيد لذلك فضل الله الحامدين على الشاكرين .

وقال بضعهم : الشاكرين أي الراجعين إلى الله في جميع أحوالهم .

قوله عز وعلا : ^ ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ) ^ < <

الأنعام : ( 54 ) وإذا جاءك الذين . . . . .

> > [ الآية : 54 ] .

Page 200