أصحاب اليمين فسلامٌ لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذّبِين الضالين فنزُلٌ من حميم وتصلية جحيم) . وكثيرٌ من الناس يعصون الله، ولا يأتمرون له. فقيضهم الله تعالى بغير إرادة منهم للسعي في نصرته من حيث لا يشعرون كفرعون في أخذ موسى وتربيته. وكجمعه السحرة ليكون سببًا في إيمانهم. وأخوة يوسف في فعلهم ما أفضى به إلى ملك مصر وتمكنه مما تمكن منه، ويكون مثلهم في ذلك كما قيل:
قصدت مساتي فاجتلبتَ مسرَّتي ... وقد يُحسِنُ الإنسان من حيث لا يدري
وقال آخر:
فعل الجميلَ ولم يكن من قصده ... فقبلته وقرنته بذنوبه
ولرب َّ فعل جاءَني من فاعل ... فحمدته وذممتُ من يأتي به
فيكون فعلُه محمودًا وفاعله مذمومًا كما قيل:
رُبَّ امرٍ أتاك لا تحمد ال ... فُعَّال وتحمد الأفعالا
وقد أوجد الله تعالى كل ما ما في العالم للإنسان كما نبه عليه بقوله تعالى: (جعل لكم الأرض فراشًا والسماءَ بناءً وأنزل من السماءِ ماءً فأخرج به من الثمرات رزقًا لكم) . وقال تعالى: (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض ... الآية) . وقال ﷿: (وسخر لكم ما في الأرض) . وقوله تعالى: (هو الذي أنزل من السماءِ ماءً لكم منه
1 / 51