والثاني أفعالٌ استعبد فيها ملائكته وسماه قوم التكوينات، وذلك إخراج الشيء من النقص إلأى الكمال إخراجًا غير محسوس فاعله، وبذلك وصفهم الله تعالى بقوله: (فالمدبرات أمرًا) وهم ثلاثة أضرب: ضرب إليهم القيام بالأجرام السماوية، وقد قيل هم إسرافيل وميكائيل ورضوان والمحتفُّون بالعرش الموصوفون بقوله تعالى: (وترى الملائكة حافّين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) وقوله تعالى: (الذين يحملون العرش ومن حوله.. الآية) . وضرب إليهم تدبير الأركان الهوائية كالملائكة الباعثة للرياح والمزجية للسحاب الموصوفين بقوله تعالى: (والمرسلات عُرْفًا) وقوله ﷿: (والنازعات غرقًا) وضرب إليهم تدبير الأرض كالموصوفين بقوله تعالى: (له معقّبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) . وكمن وصفه النبي ﷺ في صفة الجنين أنه يبعث ملكًا فينفخ فيه الروح وكالحفيظ والرقيب والعتيد وكمن وصفهم الله بقوله: (ألن يكفيكم أن يمدَّكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) .
والثالث أفعالٌ سخر الله تعالى لها الأركان وموجودات العالم كالإحراق والإذابة للنار والترطيب للماء، وفي الجملة ما قد سخر تعالى له شيئًا فشيئًا من لجمادات والناميات وغير ذلك، ونبه عليه بقوله تعالى: (وسخر لكم الشمس والقمر) . وغير ذلك من الآيات المذكورة.
والرابع الصناعات والمهن المحسوسة التي استعبد الإنسان فيها
1 / 49