الباب الحادي عشر
في الغرض الذي لأجله أوجد الإنسان ومنازلهم الغرض منه أن يعبد الله ويخلفه وينصره ويعمر أرضه كما نبه الله تعالى بآيات في مواضع مختلفة حسب ما اقتضت الحكمة ذكره وذلك قوله تعالى: (وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون) وقوله: (إني جاعل في الأرض خليفة) وقوله: (ليستخلفنهم في الأرض) وقوله: (ليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب) وقوله: (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله) وقوله: واستعمركم فيها. وكل ذلك إشارة إلى توليتهم أمورًا لم يستصلح لها الإنسان، كما نبه الله تعالى عليه بقوله للملائكة: (إني أعلم ما لا تعلمون) . وذلك أن الله تعالى ما كان موجدًا لما هو موجده وفاعلًا لما هو فاعله إلا على أربعة أوجه: الأول أفعال تولاَّها بذاته، وهي الإبداع ومعنى الإبداع هو إيجاد الشيء من العدم وإليه الإشارة بقوله تعالى: (بديع السموات والأرض) .
1 / 48