يُصغي إلى الأشرار ولا يعتمدهم كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانةً من دونكم..) . وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) . وقال: (وأَن احكم بينهم بما أَنزل الله ولا تَتَّبعْ أهواءهم واحذَرْهم أَن يفتنوك) . كذلك يجب للعقل والفكر أن لا يعتمد القوى الذميمة.
وكما أنه يجب للوالي أن يجاهد اعداء المسلمين كما قال تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوَّ الله وعدوكم) . وكذلك يجب للعقل أن يعادي الهوى فإن الهوى من اعداء الله بدلالة قول النبي ﷺ: " ما في الأرض معبود ابغض الى الله من الهوى " ثم تلا (أفرأيت من أتخذ آلهة هواه) وكما أن من استحوذ عليه الشيطان انساه ذكر الله، وكذلك العقل إذا استحوذ عليه الهوى. كما أنه يجب للوالي أن يسالم اعاديه إذا لم يقو عليهم كما قال الله تعالى: (وان جنحوا للسلم فاجنح لها) وان لا يركن اليهم وان سالمهم كما قال الله تعالى: (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) كذلك يجب للعقل ان يسالم الاشرار من قوى النفس اذا عجز عنها وان لا يركن اليها.
وكما ان الوالي اذا احس بقوة احتاج الى ان يعدل الى نقض العهد واظهار المعاداة كما قال الله تعالى: (فإذا انسلخ الاشهر الحرُمُ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخُذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلَّ مرصد) . كذلك حق العقل اذا قوي على قوى النفس ان لا يداهنها. وكما ان شياطين الانس والجن يضعف كيدهم على من
1 / 41