Tafkir Cilmi
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Genres
38
كما تعهد جروس وليفيت في هذا الكتاب بتحدي ما أسمياه «صناعة أكاديمية جديدة: النقد النسائي للعلم». لقد أكد هذان المؤلفان أن هذا الهجوم الذي يستند إلى ثقافة رفيعة ويعتمد أيضا على تخصصات ذات صلة بالمجال المعروف باسم «دراسات العلم»، إنما يشكك فيما إذا كان للعلم ادعاء شرعي للحقيقة والموضوعية. وقد كتبا عن معسكر الحركة النسائية يقولان: «إن الجديد كاسح. إنه يدعي الوصول إلى صميم أسس العلم الميثودولوجية والمفاهيمية والإبستمولوجية.»
39
ولقد لقي كتاب الخرافة الراقية إقبالا منقطع النظير من قبل أصحاب الثقافة العلمية؛ حيث عقد مؤتمر في مدينة نيويورك عام 1995م، تحت عنوان «الرحلة من العلم والعقل». وحدد المؤتمر خصائص العلم والعقل معا وما يواجههما من تهديدات خطيرة مثل الخلقوية العلمية
Scientific Creationism ، التي أخذت تزداد في أواخر تسعينيات القرن العشرين، حتى وصل الأمر إلى التحفظ على تدريس نظرية التطور في بعض المدارس والجامعات، أو المطالبة بتدريس التفسيرات الحرفية للكتب المقدسة على قدم المساواة، باعتبارها رؤية بديلة من حق الدارسين التعرف عليها. ولأن الدين لا يدرس في المؤسسات العلمية في أمريكا، فقد قام أنصار هذا الرأي بإضفاء لباس العلم على تفسيراتهم الحرفية، وأعطوها اسما جذابا؛ الخلقوية
Creationism ، معتقدين بذلك أنه يمكن تدريسها في مقابل التطور، مدعين أن التطور ينفي الخلق ويتناقض معه. وهذا أمر غير صحيح، ودعوة إلى تدريس «اللاعلم» كعلم!
40
والذين حضروا المؤتمر انتقدوا النظرة الانفعالية ل «جروس» و«ليفيت» و«جيرالد هولتون» والتي نجم عنها تضارب ثقافي بين العلماء غير المتخصصين، والمثقفين في الدراسات الاجتماعية التي تتعامل مع العلم.
41
ولم يتوقف هذا الأمر عند ذلك، بل وجدنا العالم «ساكان» من جامعة كورنيل، يؤلف كتابا بعنوان «العالم الذي يسكنه الشيطان»، وقد اهتم ساكان أكثر بمن يعتقدون بوجود الأشباح وباختطاف الناس من قبل كائنات من خارج الأرض وبالخلقوية، وغيرها من الظواهر التي تناقض النظرة العلمية للعالم.
Unknown page