١٦- مقدمة رسالة الجد والهزل
يقول الجاحظ ان سبب جفاء الوزير محمد بن عبد الملك الزيات هو كتاب الزرع والنخل الذي الفه قبل عام ٢٤٣ هـ- واهداه الى ابراهيم بن العباس الصولي فاجازه عليه بخمسة آلاف دينار. ولكن الجاحظ لا يصدق ان يكون تفضيل النخل على الزرع سببا في عداوة الاخوان، وهو اكثر سخافة من حرب البسوس او حرب داحس والغبراء.
وهو يذكر سببا آخر لذلك الجفاء هو رفض الجاحظ دفع الأتاوة المتوجبة عليه. ويفترض ان يكون التهرب من الاتاوة هو الذي اثار حفيظة الوزير المسؤول عن اموال الدولة فانتقد الجاحظ وأنبه وحرمه من بعض العائدات التي ينتفع بها. فاعتبر ابو عثمان موقف ابن الزيات عدائيا وكتب هذه الرسالة يستعطفه ويعاتبه.
والجاحظ لا ينفي عن نفسه تهمة التهرب من دفع الاتاوة ولكنه لا يرى ان هذا الذنب يستحق مثل ذاك العقاب ويثير حقد الوزير وغضبه ونقده. ان ذنبه صغير والعقوبة كبيرة، فلا توازن بينهما، وعدم التوازن معناه عدم العدل وهذا ما اراده بقوله: «ومن عاقب على الصغير بعقوبة الكبير، وعلى الهفوة
1 / 63