١٥- مقدمة رسالة في صناعة القواد
عنوان هذه الرسالة لا يتلاءم تماما مع موضوعها. إن موضوع الحرب لا يطرق الا بالاسم. سئل احد القواد عن المعركة التي خاضها العرب ضد الروم فأجاب انهم حصروا الاعداء في مكان ضيق ثم قتلوهم وكدسوا جثثهم.
ان الموضوع الحقيقي للرسالة هو الأدب واللغة والبيان. ويتناول ما ينبغي ان نتعلم من الأدب واللغة، لنستطيع التعبير عن افكارنا في مختلف الموضوعات.
ولهذا يطنب الجاحظ في تعداد حسنات اللسان ويرجعها الى عشر.
فاللسان اداة البيان والمعبر عن النفس، والمصدر للحكم، والمجيب، وطالب الحاجة، وواصف الاشياء، والواعظ، والمعزي، والمثني والملهي. ويردف هذه الحسنات باقوال تدل على اهمية اللسان في حياة الانسان. فالانسان بدون لسان يشبه البهيمة او الصورة وقيمة الانسان في لسانه وعقله.
وعلى هذا الاساس ينبغي أن يعنى المرء باللغة لانها أداة التعبير ومادة اللسان. وهذه العناية تقتضي التزود بالمفردات والتعابير المختلفة في كل علم وموضوع. هذا ما قصد اليه الجاحظ بقوله للمعتصم: «فخذ يا امير المؤمنين
1 / 59