١١- مقدمة مدح النبيذ وصفة اصحابه
هذه الرسالة من روائع الأدب الصرف حيث يبتعد الجاحظ عن الفلسفة والكلام والسياسة والاخلاق. ويصف لنا النبيذ وصفا دقيقا يذكرنا بوصف ابي نواس للخمر. ولكنه مع ذلك يعترف انه سيبقى مقصرا عن ايفاء النبيذ حقه مهما اجاد في وصفه وذكر مزاياه.
إن النبيذ دواء يشفي من الامراض ويغني عن الاطباء وقد قال ابو نواس قبله:
دع عنك لومي فان اللوم اغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء
والنبيذ صديق لا يمكن الاستغناء عنه، ومن العجب انشغال الحسن بن وهب عنه بديوانه واعماله. وجدير به أن يعظمه ويتعصب لجماله للمناسبة التي بينهما والشكل الذي يجمعهما «فان كان بعضك لا يصون بعضا وانت لا تعظم شقيقا، فانت والله من حفظ العشيرة أبعد، ولمعرفة الصديق انكر» .
ويمضي الجاحظ في ذكر مزايا النبيذ فيقول انه «يطرد الهم ويمنح شاربه صدق الحس وفراغ النفس ورخاء البال، والبعد عن شواغل الدنيا وخوف الحدثان.
1 / 45