بصددها يذكر من جديد بتحريم الزنى واللواط: «وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا»
(الاسراء ٣٢) . كما يذكر بالعقاب الصارم عليهما عملا بالآية الكريمة الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ
(النور، ٢) . وحد اللواط كحد الزنى، وربما كان أشد من الرجم ليصل الى الاحراق والقتل.
ويورد الجاحظ احاديث عديدة تحث على الزواج مثل الحديث «تزوجوا فاني مكاثر بكم الامم» . والحديث «تزوجوا والتمسوا الولد، فانهم ثمرات القلوب، واياكم والعجز العقر» .
ويعقد الجاحظ مقارنة مسهبة بين الجواري والغلمان واحتجاجات اصحابهما لينتهي الى تفضيل الجارية على الغلام. بقوله: «نحن نترك ما انكرت علينا ونقول: لو لم يكن حلال ولا حرام، ولا ثواب ولا عقاب، لكان الذي يحصله المعقول ويدركه الحس والوجدان دالا على ان الاستمتاع بالجارية أكثر واطول مدة، لأنه اقل ما يكون التمتع بها اربعون عاما، وليس تجد في الغلام معنى الا وجدته في الجارية واضعافه..» .
ويأتي ابو عثمان على اوصاف الجارية الجميلة فيكرر ما قاله في رسالة القيان ورسالة النساء من ان المجدولة هي مثال الجمال.
ويتطرق الى موضوع جانبي هو الخصاء. وقد طرقه باسهاب في كتاب الحيوان. واستنكره استنكارا شديدا ونهى عنه لأنه يمثل بالانسان ويفقده انسانيته ويغير نفسيته. «فالخصي ليس برجل ولا امرأة، واخلاقه مقسمة بين اخلاق النساء واخلاق الصبيان» «والخصي اذا قطع منه ذلك العضو قويت شهوته، وقويت معدته، ولانت جلدته، وانجردت شعرته، وكثرت دمعته، واتسعت فقحته ...» .
1 / 23