وتحريقه شوت كبشا وبعثت به الى عائشة تشفيا بقتل محمد بطلب دم عثمان فقالت عائشة قاتل الله ابنة العاهرة والله لا أكلت شواء أبدا.
وبلغ عليا (ع) قتل محمد، فبكى وتأسف عليه ولعن قاتله.
ودخلت سنة تسع وثلاثين، وفيها فرق معاوية جيوشه نحو العراق وسار بنفسه حتى بلغ دجلة ثم رجع.
ودخلت سنة أربعين، وفيها خرج عبد الله بن عباس من البصرة بمال كثير الى مكة وقيل انه ما زال مقيما بالبصرة الى ان قتل علي (ع) وبعد مقتله حتى صالح الحسن (ع) معاوية فحينئذ خرج الى مكة والأول اشهر لما يذكر بعد هذا والذي حضر صلح الحسن ومعاوية انما هو عبيد الله بن عباس وفيها جرت موادعة ومهادنة بين علي (ع) ومعاوية بعد مخاطبات ومكاتبات يطول شرحها على وضع الحرب بينهما ويكون لعلي (ع) العراق ولمعاوية الشام وكان في كتاب معاوية الى علي (ع) أما اذا أبيت فلك العراق ولي الشام وتكف عن هذه الأمة السيف وتحقن دمائها فاجابه علي (ع) الى ذلك نظرا للمسلمين وقيل انما أجابه علي (ع) الى ذلك لما رأى تقاعد أهل العراق عن نصرته.
وذكر هشام بن محمد: ان مما كتب معاوية الى علي (ع) أما بعد: فان أبي كان سيدا في الجاهلية وأنا ملك في الاسلام وصهر رسول الله (ص) وخال المؤمنين وكاتب الوحي؛ فلما قرأ أمير المؤمنين كتابه قال أعلي يفخر ابن آكلة الأكباد ثم أمر عبيد الله ابن أبي رافع ان يكتب جوابه من إملائه فكتب اليه:
محمد النبي أخي وصهري
وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحى
يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي
مسوط (1)لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها
فمن منكم له سهم كسهمي
سبقتكم الى الاسلام طرا
صغيرا ما بلغت أوان حلمي
فأوصاني النبي لدى اختيار
رضى منه لامته بحكمي
Page 102