تصنع بابن النابغة قال كنت ادنو منه حتى أكاد ان أصير في يده ثم أبعد عنه فاصير كالنجم ولا يعقد عقدة إلا حللتها ولا يحل عقدة إلا أبرمتها، فقال انهم قد اختاروا أبا موسى من غير رضى مني، فقال الأحنف فادقوا ظهر أبي موسى بالرجال.
قال هشام بن محمد: ثم اجتمعوا عند علي (ع) وكتبوا الكتاب (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه أمير المؤمنين علي (ع) فقال عمرو بن العاص اكتبوا اسمه واسم أبيه هو أميركم أما أميرنا نحن فلا فقال الأحنف لا تمحوا اسم أمير المؤمنين فاني اتخوف ان محي لا يرجع اليه أبدا فقال الأشعث أمحو هذا الاسم محاه الله فمحي فقال علي (ع) الله أكبر اني لكاتب لرسول الله (ص) يوم الحديبية حين قالوا لست برسول الله فاكتب اسمك واسم ابيك فكتبه فقال عمرو سبحان الله ومثل هذا تشبهنا بالكفار؛ فقال له علي (ع) يا ابن النابغة ومتى لم تكن للفاسقين وليا وللمسلمين عدوا هل تشبه إلا امك التي دفعت بك فقام عمرو وقال لا يجمع بيني وبينك مجلس بعد اليوم، فقال علي (ع) ان الله قد طهر مجلسي منك ومن اشباهك.
قال هشام: وكان نسخة الكتاب هذا ما قاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان قاضى علي على أهل الكوفة ومن معه من المسلمين والمؤمنين من شيعته وقاضى معاوية على أهل الشام ومن كان معه إنا ننزل على حكم الله وكتابه فلا يجمع بيننا غيره من فاتحته الى خاتمته نحيي ما أحيا ونميت ما أمات الله فما وجد الحكمان في كتاب الله عملا به وما لم يجدا فيه ولا في السنة العادلة لم يعملا به وعلى الحكمين ان يجتمعا في مكان عدل بين الشام والكوفة ولا يحضرهما إلا من أرادا وأخذا على علي ومعاوية المواثيق على ذلك وشهد جماعة من الاعيان فمن أصحاب علي (ع) الأشعث ابن قيس الكندي وعبد الله بن عباس وحجر بن عدي الكندي في آخرين وشهد من أصحاب معاوية أبو الأعور السلمي وحبيب بن مسلمة الفهري وعبد الله بن خالد.
ابن الوليد في آخرين وقالوا للأشتر أكتب شهادتك فقال: لا تصحبني يميني ولا تنفعني بعدها شمالي ان خط لي في هذه الصحيفة اسم على صلح ولا موادعة أولست على بينة من ربي على ضلال عدوي واتفقا على اللقاء بدومة الجندل في شهر رمضان (1).
Page 94