ولا يعصى وعن قليل تعصى فلا تطاع فلما اختلفوا عليه قال لله در ابن عباس.
قلت: والذي يدل على صحة ما ذكر ابن عباس من طاعة أهل الشام معاوية ما حكاه المسعودي في (مروج الذهب) قال لقد بلغ من أهل الشام لمعاوية انه صلى بهم عند مسيره الى صفين الجمعة يوم الاربعاء وفي رواية انه صلى بهم الجمعة يوم السبت وقال كان لنا عذر.
ثم قالوا: ارسل الى الأشتر فرده فارسل اليه فقال ليس هذا وقته قد تعجل الفتح فعاد فارسل اليه يزيد بن هاني وقال قل له ان الفتنة قد تعجلت أو وقعت فقال ارفعت المصاحف على الرماح قال نعم قال لعن الله ابن النابغة العاهر انها والله لمشورته ليوقع الخلاف بين الأمة فقال له ادرك أمير المؤمنين فانه بين اعدائه لئلا يسلمونه أو يفعلون به كما فعلوا بعثمان فقد تهددوه بذلك فاقبل الاشتر اليهم وقال يا أهل العراق يا أهل النفاق والشقاق اغتررتم بعد الفتح برفع المصاحف والله لقد رفعوها وتركوا ما فيها من أوامر من انزلها ومن انزلت عليه امهلوني فواقا أو حضر فرس فقد انزل الله الفتح فقالوا لا نمهلك نخاف ان ندخل معك في الإثم، فقال يا أصحاب الجباه السود كنا نظنكم فعلكم لوجه الله وزهدا في الدنيا لعنكم الله وغضب عليكم والله ما فعلتموها إلا فرارا من الموت.
قضية التحكيم
ولما فعل معاوية ما فعل، فقال نبعث نحن حكما نرتضي به وابعثوا أنتم حكما ترتضون به فاختار أهل الشام عمرو بن العاص، واختار أهل العراق أبا موسى الأشعري؛ فقال علي (ع) لا أرضى به وهو عندي غير مأمون وقد هرب مني وخذل الناس عني ولكن هذا ابن عباس فقال الأشعث بن قيس ورؤساء الخوارج ابن عباس منك وأنت منه وأبو موسى لم يزل معتزلا لما نحن فيه وقد كان يحذرنا الفتنة، قال علي (ع) فالأشتر فقال الأشعث بن قيس وهل نحن إلا في حكم الأشتر وما حكمه، قال ان يضرب بعضنا بعضا بالسيوف حتى يكون ما يريد فقال علي (ع) فافعلوا ما تريدون فبعثوا الى أبي موسى وكان معتزلا للقتال بعرض فاخبروه فاسترجع ثم جاء فدخل العسكر فلما علم به الأحنف بن قيس جاء الى علي (ع) فقال له انك قد رميت بحجر الأرض من حارب الله ورسوله عمرو بن العاص وهذا عبد الله بن قيس رجل كليل الحد لا آمن عليه مكر ابن العاص ولو اخترتني لرأيت مني عجبا فقال كيف كنت
Page 93