251

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genres

وتعاقدوا على المسير الى قتال أهل الشام والطلب بدم الحسين وان يكون اجتماعهم بالنخيلة سنة خمس وستين.

قلت: وما لقتالهم لأهل الشام معنى لأنه لم يحضر أحد من أهل الشام قتال الحسين وانما قتله أهل الكوفة، فان كان طلبهم ليزيد فقد مات وقد كان ينبغي أن يقتلوا قتلته بالكوفة يطلبوا ابن زياد ثم انهم كاتبوا الشيعة فأجابهم أهل الأمصار وقيل انهم تحركوا عقيب قتل الحسين أول سنة إحدى وستين ولم يزالوا في جمع الاموال والاستعداد حتى مات يزيد.

ثم ان المختار بن أبي عبيدة في هذه السنة وثب بالكوفة في رمضان يوم الجمعة بعد موت يزيد بخمسة أشهر وكان قدومه من مكة من عند عبد الله بن الزبير نائبا عنه في زعمه فوجد الشيعة قد اجتمعوا على سليمان بن صرد فحسده فقال انما جئت من عند محمد بن الحنفية وهو المهدي وأنا أمينه ووزيره فانضمت اليه طائفة من الشيعة وجمهورهم مع سليمان بن صرد فكان المختار يحسده له ويقول ليس لسليمان خبرة بالحرب وانه يقتلكم ويقتل نفسه ووالله لأقتلن بقتلة الحسين عدد من قتل على دم يحيى بن زكريا؛ ولما دخلت سنة خمس وستين اجتمع سليمان بن صرد بالنخيلة مع الشيعة وكان قد حلف له من الكوفة ثمانية عشر الفا فصفا له خمسة آلاف فلما عزم على المسير الى الشام قال له عبد الله بن سعد تمضي الى الشام وقتلة الحسين كلهم بالكوفة عمر بن سعد ورءوس الأرباع.

قلت: وهذا موافق لما أوردته من المؤاخذة.

فقال سليمان: هو ما تقول غير ان الذي جهز اليه الجيوش بالشام هو الفاسق ابن الفاسق ابن مرجانة وكان ابن زياد لما بلغه موت يزيد هرب من الكوفة الى الشام فالتجى الى مروان بن الحكم وهو الذي ولاه الخلافة، قال سليمان فاذا قتلناه عدنا الى قتلة الحسين (ع) ثم سار سليمان بمن معه وكانوا يسمون (التوابين) فلم يزالوا سائرين الى عين وردة وهي بالخابور- قريبة من اعمال قرقيسيا- فالتقاهم عبيد الله بن زياد هناك في جيوش أهل الشام جهزهم معه مروان بن الحكم فاقتتلوا أياما وكانوا في أربعة آلاف وابن زياد في ثلاثين الفا ثم التقوا يوما فكانت لسليمان في أول النهار ثم عادت عليه في آخره وقيل لم يكن ابن زياد حاضرا بل كان مقدم الجيش الحصين بن

Page 254