229

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genres

وقال المدائني: كان ممن حضر الواقعة رجل من بكر بن وائل يقال له جابر أو جبير فلما رأى ما صنع ابن زياد قال في نفسه لله علي الا أصيب عشرة من المسلمين خرجوا على ابن زياد إلا خرجت معهم فلما طلب المختار بثأر الحسين والتقى العسكران برز هذا الرجل وهو يقول:

وكل شيء قد أراه فاسدا

إلا مقام الرمح في ظل الفرس

ثم حمل على صفوف ابن زياد وصاح: يا ملعون يا ابن ملعون ويا خليفة الملعون فتفرق الناس عن ابن زياد فالتقيا بطعنتين فوقعا قتيلين.

وقيل انما قتل ابن زياد ابراهيم بن الأشتر لما نذكر.

وقال هشام: لما حضر علي بن الحسين الأصغر مع النساء عند ابن زياد وكان مريضا قال ابن زياد كيف سلم هذا اقتلوه فصاحت زينب بنت علي: يا ابن زياد حسبك من دمائنا ان قتلته فاقتلني معه وقال علي يا بن زياد إن كنت قاتلي فانظر الى هذه النسوة من بينه وبينهن قرابة يكون معهن، فقال ابن زياد أنت وذاك.

قال الواقدي: وانما استبقوا علي بن الحسين لأنه لما قتل أبوه كان مريضا فمر به شمر فقال اقتلوه ثم جاء عمر بن سعد فلما رآه قال لا تتعرضوا لهذا الغلام ثم قال لشمر ويحك من للحرم.

قال علي: فأخذني رجل من أهل الكوفة فأكرمني وتركني في منزله وجعل كلما دخل علي وخرج يبكي، فاقول ان يكن عند رجل من أهل الكوفة خير فعند هذا، فبينا أنا ذات يوم عنده اذا منادي ابن زياد من كان عنده علي بن الحسين فليأت به وله ثلاثمائة درهم قال فدخل وهو يبكي ويقول أخاف منهم فربط يدي الى عنقي وسلمني اليهم وأخذ الدراهم.

وقال ابن هشام: قال ابن زياد في ذلك المجلس لزينب الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم، فقالت بل الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وطهرنا به تطهيرا وانما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وان الله كتب القتل على أهلنا فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بيننا وبينكم فتحاكم بين يديه.

قال ابن أبي الدنيا: ثم جمع ابن زياد الناس في المسجد ثم خطب وقال: الحمد لله

Page 232