181

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genres

نبئت عتبة هيأته عرسه

لصداقة الهذلي من الحيان

الفاه معها في الفراش فلم يكن

فحلا وامسك خشية النسوان

لا تعتبن يا عتب نفسك حبها

ان النساء حبائل الشيطان

ثم نفض الحسن ثوبه وقام فقال معاوية:

أمرتكم أمرا فلم تسمعوا له

وقلت لكم لا تبعثن الى الحسن

فجاء ورب الراقصات عشية

بركبانها يهوين من سرة اليمن

أخاف عليكم منه طول لسانه

وبعد مداه حين اجراره الرسن

فلما أبيتم كنت فيكم كبعضكم

وكان خطابي فيه غبنا من الغبن

فحسبكم ما قال مما علمتم

وحسبي بما الفاه في القبر والكفن

تفسير غريب هذه الواقعة

قال الأصمعي وهشام بن محمد الكلبي في كتابه المسمى (بالمثالب) وقد وقفت عليه معنى قول الحسن لمعاوية قد علمت الفراش الذي ولدت عليه ان معاوية كان يقال انه من أربعة من قريش عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي ومسافر بن أبي عمر وأبي سفيان والعباس بن عبد المطلب وهؤلاء كانوا ندماء أبي سفيان وكان كل منهم يتهم بهند، فاما عمارة بن الوليد كان من اجمل رجالات قريش وهو الذي وشى به عمرو بن العاص الى النجاشي فدعا الساحر فنفث في احليله فهام مع الوحش وكانت امرأة النجاشي قد عشقته، وأما مسافر بن أبي عمرو فقال الكلبي عامة الناس على ان معاوية منه لأنه كان أشد الناس حبا لهند فلما حملت هند بمعاوية خاف مسافر ان يظهر انه منه فهرب الى ملك الحيرة وهو هند بن عمرو فاقام عنده ثم ان أبا سفيان قدم الحيرة فلقيه مسافر وهو مريض من عشقه لهند وقد سقى بطنه فسأله عن أهل مكة فاخبره وقيل ان أبا سفيان تزوج هندا بعد انفصال مسافر عن مكة فقال له أبو سفيان اني تزوجت هندا بعدك فازداد مرضه وجعل يذوب فوصف له الكي فاحضروا له المكاوي والحجام فبينا الحجام يكويه إذ حبق الحجام فقال مسافر (قد يحبق العير والمكواة في النار) فسارت مثلا ثم مات مسافر من عشقه لهند.

وذكر هشام بن محمد الكلبي أيضا في كتاب (المثالب) وقال: كانت هند من المغيلمات وكانت تميل الى السودان من الرجال فكانت اذا ولدت ولدا أسود قتلته.

Page 184