Tadhkira Fi Wacz
التذكرة في الوعظ
Investigator
أحمد عبد الوهاب فتيح
Publisher
دار المعرفة
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٦
Publisher Location
بيروت
وعَلى نِسْبَة الْجَلالَة والرفعة من مُرْسل يكون الرَّسُول مُحَمَّد صفوة الرَّحْمَن مَا حملت أُنْثَى وَلَا وضعت شبها لغدته مُحَمَّد خير كل الْعَالمين وَمَا بدا لنا مِنْهُ مغن عَن أدلته كل الشَّرَائِع مَنْسُوخ بشرعته وشرعه خَالِد بَاقٍ بحدته لَو قسيت الْأُمَم الماضون بِالْفَضْلِ لكانوا دون أمته إِن كاثروا اَوْ فاخروا فَخَروا يدنون فضلا وَهَذَا من فضليلته يكَاد يغْضب خزان الْعَذَاب لما يقل حظهم من أهل مِلَّته ووارد النَّار مِنْهُم بِالذنُوبِ لَهُ سِيمَا من الْحسن لَا يذرى بخلقه بَيَاض وَجه وتحجيل من الوضو لألأ نور فَوق جَبهته وَلَا يخلد فِي نَار معذبهم وَلَو أَتَى بجبال من خطيته الْخَيْر كُله فِي مُتَابعَة الرَّسُول وَالْبركَة فِي حفظ كَلَامه الْمَنْقُول مَا وعظ الواعظون بِمثل التخويف من الِانْقِطَاع عَن الْوُصُول وَلَا أطرب الحادون بِمثل التشويق إِلَى النّظر إِلَى جمال وَجه الله ومرافقة رَسُول الله وَلَا يسمع السامعون بِمثل حسرة المحجوبون يَوْم الْقِيَامَة عَن الله وَعَن شَفَاعَة رَسُول الله ﷺ الله هُوَ الأول وَالْآخر وَالظَّاهِر وَالْبَاطِن الله هُوَ الَّذِي إِلَيْك فِي كل وَقت نَاظر وَعَلَيْك فِي كل حَال قَادر أَيْن الفارون من الله وَالْكل فِي قَبضته كَيفَ يشْكر الشاكرون من سوى الله وَالْكل على مائدته إِلَى من يلجأ الخائفون إِلَى غير الله وَالْكل مَحْفُوظ برعايته لَو علم الراقدون إِذْ نعسوا مَاذَا أضاعوا وعَلى خطّ من يَخْشونَ غير خطّ أنفسهم عَن قيام بِبَابِهِ جَلَسُوا تكلفوا عَنهُ سلوة فسألوا ثمَّ تناسوا عهودهم فنسوا كم قريب أبعده التباعد وَكم قَائِم أقعده التقاعد لَا يزَال رجال
1 / 84