Tadhkira Fi Wacz

Ibn al-Gawzi d. 597 AH
59

Tadhkira Fi Wacz

التذكرة في الوعظ

Investigator

أحمد عبد الوهاب فتيح

Publisher

دار المعرفة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦

Publisher Location

بيروت

سَابق وقيامها على الدَّوَام بِلَا اضْطِرَاب وَلَا اختلال لَاحق لَكَانَ فِي ذَلِك مَا يحير ألباب الرِّجَال يعلم مَا يلج فِي الارض وَمَا يخرج مِنْهَا وَمَا ينزل من السَّمَاء وَمَا يعرج فِيهَا الولوج الدُّخُول اي يعلم مَا يدْخل فِي الارض من مياه امطارها وَمَا يخرج مِنْهَا من نابتة تنْبت فِيهَا من عشبها واشجارها وَمَا نزل من السَّمَاء ملك وَلَا صعد اليها الا بِعلم الرب الَّذِي لَيْسَ فِي الْوُجُود ذرة الا وَهُوَ رَقِيب عَلَيْهَا وَهُوَ مَعكُمْ اينما كُنْتُم وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير اي انه تَعَالَى مَعنا بِعِلْمِهِ وَقدرته مشَاهد لأعمالنا واقوالنا واحوالنا فَقَالَ تَعَالَى الَّذِي يراك حِين تقوم وتقلبك فِي الساجدين وَقَالَ تَعَالَى وَمَا تكون فِي شَأْن وَمَا تتلو مِنْهُ من قُرْآن وَلَا تعلمُونَ من عمل الا كُنَّا عَلَيْكُم شُهُودًا اذ تفيضون فِيهِ فَمن كَانَ موقنا ان الله سُبْحَانَهُ مَعَه ومشاهده أَيْنَمَا كَانَ يصير بِعَمَلِهِ كَائِنا مَا كَانَ استحيا من الله ان يخْطر على قلبه اَوْ يجْرِي على جوارحه مَا لَا شَرعه الرَّسُول وَلَا نزل بِهِ الْقُرْآن واستحيا أَلا يلبس مَعْصِيّة أَيْنَمَا كَانَ لَهُ ملك السَّمَوَات والارض والى الله ترجع الامور الْملك كُله لله وَهُوَ غَنِي عَنهُ والامر كُله خَيره وشره يرجع اليه يَوْم الْجَزَاء وَلم يكن شَيْء غَائِبا عَن علمه وَلَا خَارِجا عَن محكمه يولج اللَّيْل فِي النَّهَار ويولج النَّهَار فِي اللَّيْل سلط سُبْحَانَهُ اللَّيْل على

1 / 76