وقائمون في وجوه من ينصر هذه البدع من مارقي الفقهاء، أهل الكيد والضرار لأولياء الله ، أهل المقاصد الفاسدة ، والقلوب التي هي عن نصر الحق حائدة وانما أعرض هذا الضعيف عن ذكر قيامكم في وجوه التتر والنصارى، واليهود ، والرافضة ، والمعتزلة ، والقدرية ، وأصناف أهل البدع والضلالات لأن الناس متفقون على ذمهم ، يزعمون أنهم قائمون برد بدعتهم، ولا يقومون بتوفية حق الرد عليهم كما تقومون ، بل يعلمون ويجبنون عن اللقاء فلا يجاهدون، وتأخذهم في الله اللائمة ، لحفظ مناصبهم ، وإبقاء على أعراضهم
سافرنا البلاد فلم نر من يقوم بدين الله في وجوه مثل هؤلاء - حق القيام - سواكم ، فأنتم القائمون في وجوه هؤلاء إن شاء الله ، بقيامكم بنصرة شيخكم وشيخنا - أيده الله - حق القيام بخلاف من ادعى من الناس أنهم يقومون بذلك
فصبرا يا إخواني على ما أقامكم الله فيه من نصرة دينه وتقويم اعوجاجه وخذلان اعدائه واستعينوا بالله ولا تاخذكم فيه لومة لائم، وإنما هي أيام قلائل، والدين منصور، قد تولى الله إقامته ونصره، وتصرة من قام به من أوليائه إن شاء الله ، ظاهرا وباطنا
وابذلوا فيما أقمتم فيه ما أمكنكم من الأنفس والأموال والأفعال، والأقوال، عسى أن تلحقوا بذلك بسلفكم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد عرفتم ما لقوا في ذات الله ، كما قال خبيب حين صلب على الجذع
وذلك في ذات الإله، وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع
Page 38