17

Tadāruk Baqiyyat al-ʿUmr fī Tadbir Sūrat al-Nasr

تدارك بقية العمر في تدبير سورة النصر

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

السنة السادسة والثلاثون العدد (١٢٥) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Genres

الأمر الأول: تقوى الله ﷿ بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وهي رأس الأمر كله، ومن أعظم ما يعين على ذلك ما يلي: أ - التفكر في عظمة الله ﷿، وما له من صفات الكمال والجلال، مما جاء في الكتاب والسنة، ودلت عليه الآيات الكونية. قال ﷿: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ١. ب - التفكر في نعم الله ﷿ على العباد التي لا تحصى كما قال ﷿: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾ ٢، وقال ﷿: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ ٣ وقد قال ﷿ ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ ٤. ج - التفكر في حقارة الدنيا ودنو منزلتها وكيف وصفها الله في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ، قال تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا﴾ ٥، وقال تعالى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ﴾ ٦، وقال تعالى: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاّ مَتَاعُ

١ سورة الزمر، آية:٦٧. ٢ سورة إبراهيم، آية: ٣٤. وسورة النحل، آية: ١٨. ٣ سورة النحل، آية: ٥٣. ٤ سورة إبراهيم، آية: ٧. ٥ سورة الحديد، آية: ٢٠. ٦ سورة العنكبوت، آية:٦٤.

1 / 29