﴿بين يدي رحمته﴾، و﴿بين يدي عذابٍ أليم﴾. والقرآن ﴿لا يأتيه الباطل من بين يديه﴾. وليس للرحمة ولا للعذاب ولا للقرآن، يدان حقيقيتان.
توحيد الألوهية
المحكم والمتشابه
بين الله في القرآن، ان فيه آيات محكمات، واضحة المعنى، صريحة اللفظ، وآيات وردت متشابهات، وهي التي لا يضح (١) المعنى المراد منها تماما بل تكثر افهام الناس لها، وتتشابه تفسيراتها حتى يتعسر أو يتعذر معرفة المراد منها، وآيات الصفات منها، وان على المؤمن، الا يطيل الغوص في معناها، ولا يتتبعها فيجمعها، ليفتن الناس بالبحث فيها (٢).
توحيد الألوهية
موقف المسلمين منها وكيف فهموها
المسلمون الاولون، وهم سلف هذه الامة، وخيرها وأفضلها، لم يتكلموا فيها، ولم يقولوا انها حقيقة، ولم يقولوا انها مجاز، ولم يخوضوا في شرحها، بل آمنوا بها كما جاءت من عند الله على مراد الله.
فلما انتشر علم الكلام، وأوردت الشبه على عقائد الاسلام، وظهرت طبقة جديدة من العلماء، انبرت لرد هذه الشبه، تكلم هؤلاء العلماء في آيات الصفات، وفهموها على طريقة العرب، في مجاوزة المعنى الأصلي للكلمة اذا لم يمكن فهمها به إلى معنى آخر، وهذا ما يسمى: (المجاز)، او (التأويل) (٣).
_________
(١) يضح: هي الفعل المضارع من الفعل الماضي (وضح). ومثلها: وعظ - يعظ.
(٢) ومن جمعها كلها، وألقاها على التلاميذ، فقد جانب طريقة السلف لا سيما اذا ضم اليها أحاديث الآحاد المروية في مثلها - والتي لا تعتبر دليلا قطعيا في أمور العقائد.
(٣) التأويل: من آل الأمر إلى كذا أي: صار، وأوله اليه (على وزن فعل) أي: صير، ولفظ (التأويل) جاء في القرآن بمعنيين: تأويل لفظي أي بيان ما ينتهي اليه معنى اللفظ (ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا) وتأويل عملي - أي بيان ما تنتهي اليه الحال (يوم يأتي تأويله) ومن هنا فرق المتأخرون بين التأويل والتفسير، فالتأويل ما بينا والتفسير كشف المعنى من فسر (مثل سفر) أي انكشف.
1 / 75