تسعون الفًا كآساد الشرى نضجت ... جلودهم قبل نضج التين والعنب
والآيات الوادرة على هذا الاسلوب كثيرة، كقوله تعالى: ﴿نسوا الله فنسيهم﴾.
فكلمة (نسوا) جاءت على المعنى (القاموسي) للنسيان. وهو غياب المعلومات عن الذاكرة. ولكن كلمة (فنسيهم) جاءت مشاكلة لها، ولا يراد منها ذلك المعنى، لأن الله لا ينسى: ﴿وما كان ربك نسيًا﴾.
ونقول بعبارة أخرى: ان كلمة (نسوا) استعملت بالمعنى الذي وضعت له. وكلمة (فنسيهم) استعملت بغير هذا المعنى.
ومثلها قوله ﴿وهو معكم اينما كنتم﴾ اتفق الجميع على انها معيّة علم لا معيّة ذات، لأن صدر الآية ينص على أن الله استوى على العرش.
مثلها قوله ﴿سنفرغ لكم أيها الثقلان﴾، وقوله ﴿ومكروا ومكر الله﴾ وقوله ﴿يخادعون الله وهو خادعهم﴾.
كل هذه الآيات لا يجوز فهمها بالمعنى القاموسي، الماديّ، بل بمعنى يليق به جلّ وعلا.
آيات دلت على المراد منها آيات اخرى. كقوله تعالى: ﴿وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء﴾. تدل على المراد منها آية: ﴿ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط﴾. ويفهم منها ان بسط اليد يراد به الكرم والجود، ولا يستلزم ذلك، (بل يستحيل) أن يكون لله تعالى يدان كأيدي الناس والحيوان تعالى الله عن ذلك.
وقد جاء في القرآن قوله:
1 / 74