الإيمان بالله
الله مالك الكون
والقضية الثالثة: ان الله هو مالك الكون، يتصرف فيه تصرف المالك الحر بملكه، يحيي ويُميت، هل تقدر أن تدفع عن نفسك الموت، وتمنحها في الدنيا الخلود؟ يمرض ويشفي، هل تقدر أن تشفي من حرمه الله الشفاء؟ يمنح المال ويبتلي بالفقر، يبعث السيول ويصيب بالجفاف. كان في السنة الماضية فيضانات في شمالي ايطاليا، جرفت المدن، ودمرت العمران، وكان في ذلك الوقت في الهند جفاف يبس معه الزرع، وهلكت الماشية، وصار توزيع الماء بالبطاقات.
فمن زاد الماء على هؤلاء حتى شكوا منه، وحرمه أولئك حتى تمنوه؟ من يعطي هذا بنات وهذا بنين، ويجعل من يشاء من الناس عقيما؟ هل يستطيع من رزق البنات أن يحولهن إلى بنين، ومن كان عقيما أن ينجب الولد؟
هو يكتب الموت على ناس وهم أطفال، ويمد في عمر ناس حتى يصيروا شيوخا. يبعث موجة البرد والصقيع على بلد، ويبعث موجة الحر على بلد، ويصيب بلدا بالزلازل أمور مشاهدة، لا يملك الانسان لها دفعا ولا منعا.
الإيمان بالله
الاله المعبود
لذلك يقر أكثر الناس بأنه هو مالك الملك، المتصرف بالكون، ولكن هل يكفي هذا ليكون مؤمنا؟
لا .. بل لا بد معها من القضية الرابعة، وهي انه وحده الاله المعبود. اذا اعترفت بأن الله موجود، وأنه رب العالمين، وأنه مالك الملك، فلا تعبد معه غيره، ولا تقابل غيره بأي صورة من صور العبادة. وقد أراني الله معنى لسورة الناس، فيه رد على من يقر بوجود الله وبربوبيته وملكه، ولكنه لا يوحده توحيد الالوهية، معنى لم أجد من المفسرين من ذكره، وأرجو أن يكون صوابا.
1 / 62