============================================================
وللفور قبض عليهما ، وعلى آحمد بن تقبة وابنه علي - وهو ابن اأخت أحمد بن عجلان وعلى محمد بن عجلان لأمر اقتضى ذلك، وقيد الجميع، وسجنهم بالعلقمية عند المروة بمكة، وو كل بحفظهم ) جمعا كثيرا، وقام لهم بما يحتاجون إليه من النفقة المتسعة (163/ب] والكسوة الحسنة، وذلك في أوائل سنة سبع وثمانين وسبع مثة، فلما دنا وصول الحجاج والمصرين إلى مكة في هذه السنة نقلهم إلى آجياد بمكة، وسجنهم هناك في حرز، ووكل حفظهم حتى انقضت آيام الحج، ثم نقلهم إلى العلقمية وبعد اشهر من سنة ثمان وثمانين تعاملوا مع من عندهم من الموكلين بحفظهم على نقب سجنهم والخروج منه إلى البيت المجاور لسجنهم، وكان الموضع الذي عزموا على نقبه عاليا، فربطوا السرر التى يجلسون عليها في سجنهم بثيابهم، وطلعوا منها فنقبوا وخرجوا من النقب، ففطن هم المجاورون هم، فصاحوا لفورهم، وسمع ذلك الموكلون بحفظهم من خارج السجن، فدخلوا المنزل المجاور للسجن، فقبضوا على الجميع ما خلا عنان فإنه كان خرج ولم يفطنوا له ففاتهم، واعيد الباقون لسجنهم حتى مات أحمد بن عجلان. وتوصل عنان لمصر، فكتب أحمد بن عجلان للملك الظاهر يسأله في إرسال عنان إليه، فكتب الملك الظاهر لأحمد بن عجلان كتابا من جملة ما قال له فيه : قال الله تعالى : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه}1. وعرض بعد ذلك لأحمد بن عجلان بمدة قليلة مرض تعب له كثيرا، وهي حبة في شفته، مات بها قبله جده رميثة، وكان يحمل في الليل [1/161 على سرير إلى الحرم، فيطاف به حول الكعبة وهو يتضرع ويبكي، والناس) يتألكمون له: وما زال به هذا الداء حتى مات في ليلة العشرين من شعبان سنة ثمان وثمانين وسبع مثة بمكة، وصلى عليه بالمسجد الحرام عقيب صلاة الصبح، ونادى المؤذن على زمزم : الصلاة على الملك العادل . فكثر من الناس عليه البكاء والضجيج ، ودفن بالمعلاة بمكان غير مكان أبيه، ويني عليه بعد ذلك قبة ، وعاش ثمان وأربعين سنة تقرييا، فإن مولده في سنة آربعين أو إحدى وأربعين وسبع مثة . وكانت ولايته لامرة مكة ستا وعشرين سنة، منها مستقلا بالامرة دون آبيه نحو عشرين سنة 1 سورة التوية : الآية .
Page 343